“قادته تجربته الطويلة مع الانتظار إلى المجهول دون أن يدري. استدرجته ديمومة الانتظار إلى دهليز أطلق عليه اسم الغيبوبة من باب الاستعارة. أدرك بهذهِ التجربة أن الشقوة ليست في أن نفشل، و لكن في أن ننتظر. أدرك أنّ القصاص ليس أن نيأس، و لكن أن ننتظر. أدرك أن البليّة ليس أن نهلك، و لكن أن ننتظر. و العلة ليست في الخيبة (خيبة الطلب)، و لكن لاستحالة أن يستمرئ الإنسان الانتظار أبدًا. بلى، بلى. الانتظار هو ما استعسر على الطبيعة الثانية المسماة في معجم الحكمة: العادة.في الآونة الأخيرة استعان على هذا الغول بالغيبوبة. لا ينكر أنه روَّض نفسه عليها طويلًا مستنجدًا بوصايا أمّه الكبرى، الصحراء؛ لأن الحياة في ذلك الوطن المفقود ليست سوى انتظار طويل، بل انتظار أبدي لا يضع لأبديته نهاية إلّا النهاية الطبيعية التي هي الموت.”
“البلية لم تكن يوماً في أن تموت ، ولكن البلية في أن تنزف كالشاة قبل أن تلفظ الأنفاس لتموت !”
“البليّة ليست في أن نموت ، البليّة في ألاّ نفعل شيئاً نحيا به بعد أن نموت”
“يتعلم الإنسان طويلاً ، قبل أن يتقن اللغة التي يتحدث بها إلى نفسه”
“لا يجب أن نثق في إنسان لم نر في عينيه طفولة”
“يقال أننا نصير جزءاً من كل شيء أحببناه أكثر مما ينبغي !”