“- روح في الهواء - حسب ما تقوله بعض التقاليد القديمه, شجرة الحياه تنمو بالمقلوب.الجذع و الأغصان إلى أسفل, و الجذور إلى أعلى. قمتها مغروسه في الأرض, و الجذور تتطلع إلى السماء. لا تُظهر ثمارها, و إنما أصلها. تخبئ تحت الترال ما هو أشد حميميه و ما هو أشد وقاراً, و إنما تعرضه في العراء: تسلم جذورها, مكشوفه, لرياح العالمإنها أمور الحياه... تقول شجرة الحياه”
“- أبطال - من بعيد يصدر الرؤساء و الجنرالات أوامرهم بالقتل. هم لا يقاتلون إلا في الشجارات الزوجيه. لا يرقون من الدم إلا ما يسببه جرح أثناء الحلاقه. لا يشمون من الغازات إلا ما تنفثه السيارات. لا يغوصون في الوحل مهما هطل المطر في الحديقه. لا يتقيؤون من رائحة الحثث المتعفنه تحت الشمس. و إنما من تسمم ما في الهمبرغر. لا تصم آذانهم الانفجارات التي تمزق بشراً و تقوض مدناً, و إنما الأسهم النارية احتفالاً بالانتصار. و لا تعكر أحلامهم عيون ضحاياهم”
“- مؤشرات -ليس معروفاً إذا ما حدث ذلك قبل قرون أم منذ لحظه, أم أنه لم يحدث قط.في موعد الذهاب إلى العمل, اكتشف أحد الحطابين أنه يفتقد فأسه. راقب جاره, و تأكد أن له المظهر التقليدي لسارق الفؤوس: النظره, الحركات, طريقة الكلام..بعد بضعة أيام عثر الحطاب على فأسه, و كانت قد سقطت منه هناك. و عندئذ عاد يتفحص جاره, تأكد من أنه لا يشبه لص الفؤوس في أي شيئ, لا يشبهه في النظره و لا في الحركات, و لا في طريقة الكلام...!؟”
“وحيدهة كانت السلطة و عاجزه حيال شغف السينما و شغف الفوضي, عندما فرض الصوت الآمر أن يُسمع: إلى الوراء -قال الشرطي آمراُ- أيها الساده و السيدات, الصف سيتشكل وراء الجدار, مما وراء الجدار, و إلى هناك..أي جدار - تساءل الحشد بدهشه- فأوضح سيف النظام: إذا لم يكن الجدار موجوداً... فتخيلوه!؟”
“.. في وسط ساحة ثكنة عسكرية مقعد صغير يحرسه جندي، لم يعرف أحد لماذا كان ينبغي أن يحرس المقعد. كان المقعد يحرس على مدار الساعة، ومن جيل ضابط الى آخر كان الأمر يصدر و الجنود ينفذونه. لم يعبر أحد عن أية شكوك أو يسال لماذا. وهكذا استمر الأمر الى أن اراد شخص ما، جنرال أو كولونيل، أن يعرف سبب الأمر الأصلي. كان عليه أن يقلب في الملفات. وبعد وقت طويل من البحث عثر على الجواب: منذ واحد و ثلاثين عاما وشهرين و أربعة أيام، أمر ضابط حارسا ان يقف قرب المقعد الذي كان قد دهن لتوه، لكي لا يفكر أحد بالجلوس على الدهان الطري.”
“نافذة على رجل ناجح :لا يستطيع أن ينظر إلى القمر دون أن يقيس المسافة / لا يستطيع أن ينظر إلى شجرة دون أن يفكر بالحطب /لا يستطيع أن ينظر إلى لوحة دون أن يحسب السعر / لا يستطيع أن ينظر إلى امرأة دون أن يحسب حساب المجازفة”
“يولد النهار, بلمسه من أصابع الشمسو في أرياف السلفادور, تشعل النساء المواقد, و يبدأن مشاغلهن.-- كيف أشرقتِ..؟ لأنهن يشرقن أيضاً, مثل الصباح”