“الإحسان مراقبة ومشاهدة، والرقابة الإلهية لا تتناول عملا، وتدع آخر، بل تتناول الأعمال كلها.من اللقمة تضعها فى فم زوجتك كى تبنى البيوت على الحب، إلى الرصاصة تطلقها على عدوك فى ساحة الوغى كى يبنى العالم على العدل.من الثوب تلبسه لتكتسى به وتتزين فيه، إلى الكفن تختار على نحو معين لتلف فيه الجثة وتوارى تحت الثرى...الإحسان يشمل الأحوال والأعمال جميعا قال تعالى : (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه)”
“إن الإحسان ليس علما عاديا ولا عملا عاديا، إنما هو الشأو البعيد، الذى تبلغ الأشياء فيه تمامها، وتزهى فيه بجودتها ونقاؤها.والمسلم مخاطب بنشدان هذه المنزلة فى كل ما يمس من عمل. العادات، والعبادات فى ذوقه وفقهه سواء، إذ العادات بمجرد اقترانها بنية الخير تتحول إلى عبادات.”
“إن الابرة الممغنطة التى تهدى السفن باتجاها لهى القلب الذى تحمل فيه السفينة روح الأرضوالقلب الإنسانى هو كتلك الإبرة غير انه يحمل روح السماءولولا حاسة الإتجاه الإلهى فيه لتمزقت علينا جهات الأرض فى أنفسنا فضَلِلنا فيها وارتبكنا فى فُتُوقها الواسعة حتى لا يهتدى إنسان إلى الجهة الإنسانيةولكنا نتغافل عن الحاسة فيه وترى أكثر الناس لا يُقبلون بأنفسهم إلا على جهة أجسامهمويطوى أحدهم الدهر الفسيح من عمره وما ارتفع قليلاً ولا كثيراًبل يكون كالطير فى قفصه يتخبط بين أرض وسماء ، وما بين سمائع وأرضه إلا علو ذراع !وإن أشد ما كانت الحياة وأشدّ ما هى كائنة على من لا يجد لذة قلبه فيهاوأصعب ما تكون الإنسانية على من يعظم بحيوانيته وحسبفتراه وكأن مئة حمار ركَّبت منه فى حمار واحد ولكنه حمار عظيم !”
“«الأديان وسيلة هداية إذا دخلت فى أى شىء هدتك للصواب، فى التجارة تهديك لعدم الغش، وفى السياحة تهديك للتأمل فى خلق الله الذى قال إنه خلق لك ما فى الأرض جميعا، وفى السياسة تهديك إلى العدل والإحسان، والسياسيون يهتدون بالدين اعتدال لا خلط فيه ولا سلطة لأى من الطرفين فيه على الآخر»”
“لا؛ لا يصح أن يبنى الزواج على الحب وحده إلا إن صح أن تبنى العمارة الضخمة على أساس من الملح، في مجرى الماء”
“هذا الكتاب ليس رداً على الشيخ دحلان وحده، ولا على من احتج بما نقله عنهم من الفقهاء مما لا حجة فيه، بل هو رد على جميع القبوريين والمبتدعين حتى الذين جاءوا بعده إلى زماننا هذا.”