“الواقع أن الاحتماء بالأولياء والتعلق بالأبطال والاتكال على الزعيم المنقذ تتلاقى مع الميل إلى الإفراط في توكيد الذكورة فالبطل والزعيم هما دوماً المثال الكامل للرجولة جنسياً وعضلياً وشجاعة والتعلق المفرط بهما في قيمة رجولتها بشكل خرافي كما يشيع في السر الشعبية, والنظر إلى الزعيم هي من النوع التعويضي المحض من خلال التماهي بالبطل والزعيم بعوض الإنسان المقهور بعض نقصه ويعالج خصاءه ويخفف من قلقه”
“أبرز أشكال توكيد الذكورة هو القيمة المفرطة التى تعطي للرجل, والرجولة التى يقابلها تبخيس مواز في شدته للأنوثة: التحقير من خلال اتهام الرجل بأنه امرأة والحاجة إلى تضخيم رجولته بشكل وهمي في معظم الأحيان حفاظاً على المظاهر”
“الانسان المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص، سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ، والمنتظر للمعجزة.”
“إن الميل إلى الكسل والخمول الذي يشيع في أوساط الفئات الأكثر بؤساً وتأخراً في المجتمع المتخلف، يشكل عقبة أداء أمام مشاريع التنمية والتطوير الذاتي. فالقناعة راسخة عند هذه الفئات، بأن لا جدوى من الجهد الذي لا يمكن أن يعود خيره عليها، كما علمتها تجاربها خلال تاريخها الطويل من الاستغلال.”
“يشيع في العالم المتخلف الاجترار السوداوي للمأساة ,الوجودية هذا الاجترار يجمد الزمن من خلال اجتياف مرارة الحياة وبالتالي يُسيطر على هذه المأساة من هنا نفهم طغيان الطابع الحزين على الحالة المزاجية للإنسان المقهور طابع الحزن يعمم على كل شيء تقريباً ويبدو صوره في الأغاني الشعبية التي تكاد تدخل جميعاً في إطار المراثي , ومن اللافت للنظر أن نلاحظ ندرة الأغاني ذات الطابع الفرح المتفائل والدينامي في الموقف من الحياة إن الأغنية الحزينة مرآة يرى فيها إنسان مجتمعات القهر ذاته ويعيش من خلالها إحباطاته بالإضافة إلى الأغاني هناك القصص الشعبية والملاحم الشعبية التي تغني في المناسبات وهناك الأفلام وما يطغى عليها من حزن كلها مرآة تعكس اجترار الآلام التي لا خلاص منها والتي يغرق فيها ذلك الإنسان”
“والزعيم لا يصنع ثورة أبدا ،ولا يخلقها من العدم ،ولكن عوامل الانفجار تتراكم فى قرارة الشعب تدريجيا ..حتى يصبح الشعب كالبندقية المعبأة ،المسددة ،ضغطة واحدة على الزناد وينطلق البارود ،فكل مهمة الزعيم : أن يضغط الزناد !”