“لكن أنا أعرّف العلمانية بأنها ليست فصل الدين عن الدولة، وإنما فصل مجمل حياة الإنسان عن جميع القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، بحيث يتحول العالم إلى مادة استعمالية يوظفها القويّ لحسابه.”
“العلمانية الجزئية هي رؤية جزئية للواقع تنطبق على عالم السياسة وربما على عالم الاقتصاد، وهو ما يُعبر عنه بفصل الدين (الدين وحده) عن الدولة أحيانا، وأحيانا أخرى عن بعض جوانب الحياة العامة وحسب،لاكلها. وهذه الصيغة هي الصيغة الشائعة بين معظم الناس فى الشرق والغرب، بل وبين كثير من المفكرين العلمانيين. وهى صيغة تملك استعدادا للتصالح والتعايش مع القيم الإنسانية والأخلاقية المطلقة، بل والقيم الدينية ما دامت لا تتدخل فى عالم السياسة (بالمعنى المباشر والمحدد) أما العلمانية الشاملة فهى رؤية شاملة للكون بجميع مستوياته ومجالاته، لا تفصل الدين عن الدولة فقط أو عن بعض جوانب الحياة العامة وحسب، وإنما تفصل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية جميعها عن الدولة وعن جوانب الحياة العامة(بل والخاصة) كافةأى انها فى واقع الأمر تفصل سائر القيم عن العالم(الطبيعة والإنسان) وتنزع عنه كل قداسة.”
“إن جذور العنف الصهيوني تعود بالدرجة الأولى إلى التراث العنصري الإمبريالي الغربي، الذي حول العالم الى مادة استعمالية وظفها لصالح الإنسان الغربي صاحب القوة.”
“إن فلسطين بالنسبة إلى الصهاينة ليست صهيون و إنما مادة طبيعية ( أرض للاستيطان ) ، و الشعب المختار ليس شعبًا مقدسًا وإنما هو شعب مثل الشعوب كلها ( مادة استيطانية ) .”
“ السعادة لا تهبط من السماء، وإنما هي مثل العمل الفني، لا بد أن يكدّ المرء ويتعب في صياغته وصنعه، والزواج، مثل العمل الفني، أيضا، ومثل أي شيء إنساني مركب، يحتوي على إمكانات سلبية وإيجابية ولا يمكن فصل الواحد عن الآخر”
“الهامبرجر و باربي لا تعبر عن الثقافة الأمريكية و إنما تعبر عن رؤية مادية تهدف إلى تحطيم الهوية و الخصوصية و الإنسانية المركبة..تجعل من الإنسان كائنا استهلالكيا دوافعه اقتصادية و جنسية مادية فحسب ( بتصرف)”
“لا ينظر لنا الغرب باعتبارنا كياناً مستقلاً لنا طموحاتنا المشروعة وأهدافنا المختلفة، وإنما على أننا مادة استعمالية لابد من تنميطها حتى ندخل القفص الحديدي، قفص الإنتاج والاستهلاك، دون هدف أو غاية سوى المنفعة واللذة. فإن طرحنا أهدافاً أخرى مثل التمسك بالأرض والدفاع عن العزة والكرامة ورفض التنافس بوصفها نقطة مرجعية، فإنه يخفق في تصنيفنا وينظر لنا باعتبارنا مخلوقات متعصبة لا عقلانية.”