“إنه لكي يمكن التأثير في أسلوب الحياة في مجتمع ما، وفي سلوك نموذجه الذي يتكون منه، وبعبارة أخرى: لكي يمكن بناء نظام تربوي اجتماعي ينبغي أن تكون لدينا أفكار جد واضحة، عن العلاقات والانعكاسات التي تنظم استخدام الطاقة الحيوية، في مستوى الفرد، وفي مستوى المجتمع.”
“بقدر ما تكون هنالك فكرة واضحة تمام الوضوح عن دور هذا العنصر في (ميلاد مجتمع) معين، يمكن أن تكون هنالك فكرة دقيقة تمام الدقة عن دورها الذي يمكن أن تؤديه في (نهضة) هذا المجتمع.”
“إن روح الإسلام هي التي خلقت من عناصر متفرقة كالأنصار والمهاجرين أول مجتمع إسلامي، حتى كان الرجل في المجتمع الجديد يعرض على أخيه أن ينكه من يختار من أزواجه بعد أن يطلقها له، لكي يبني بذلك أسرة . إن قوة التماسك الضرورية للمجتمع الإسلامي موجودة بكل وضوح في الإسلام، ولكن أي إسلام ؟ الإسلام المتحرك في عقولنا وسلوكنا والمنبعث في صورة اسلام اجتماعي . وقوة التماسك هذه جديرة بأن تؤلف لنا حضارتنا المنشودة، وفي يدها – ضماناً لذلك – تجربة عمرها ألف عام، وحضارة ولدت على أرض قاحلة وسط البدو ورجال الفطرة والصحراء.كتاب شروط النهضة صـ96-”
“الأزمة الثقافية تنمو وتنمو معها أيضاً تنائجها من الحد الذي يمكن تداركه إلى الحد الذي يصبح فيه التعديل مستحيلاً أو لا يمكن إلا بثورة ثقافية عارمة تكون في الحقيقة بمثابة انطلاقة جديدة للحياة الإجتماعية من نقطة الصفر”
“إن العالم الإسلامي لايستطيع في غمرة هذه الفوضى أن يجد هداه خارج حدوده, بل لايمكنه في كل حال أن يلتمسه في العالم الغربي الذي اقتربت قيامته, ولكن عليه أن يبحث عن طرق جديدة ليكشف عن ينابيع إلهامه الخاصة ومهما يكن شأن الطرق الجديده التي قد يقبسها , فإنالعالم الإسلامي لايمكنه أن يعيش في عزلة بينما العالم يتجه في سعيهإلى التوحد فليس المراد أن يقطع علاقاته بحضارة تمثل ولا شك إحدى التجارب الإنسانية الكبرى, بل المهم أن ينظم هذه العلاقات معها”
“الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الاأزل..!فهو يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية, أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي تذهب هباء; وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد, بفيض من الساعات اليومية التي لا تغيض, ولكنه في مجال ما يصير (ثروة), وفي مجال آخر يتحول عدما. فهو يمرق خلال الحياة, ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز فيه من أعمال.”
“بقدر ما ترتفع بالجماهير الأفريقية إلى مستوى الحضارة فإنها ترتفع بالضمير الأوروبي إلى مستوى الإنسانية”