“إن ما أعطي للإنسان من أمانة "النفس" أو "أنا" فإنما أعطيت له لمعرفة الخالق جل جلاله و الإعتراف به, و في الحقيقة ان غاية وجوده في هذه المعرفه و الإعتراف, لذا فإن الإنسان يدل بوجوده هو على وجود الله -سبحانه و تعالي- و بصفاته الجزئيه على ثروته -جل جلاله- و غناه المطلق و بعجزه و فقره على قدرته -سبحانه و تعالى- و إحسانه.”
“فالصلاة، كانت و لا تزال حتى بالنسبة إلى كثير من المصلين و المتمسكين بها، مجرد "فرض"؛ علينا أن نؤديه لأننا مأمورون بذلك، و هي دليل على طاعتنا له عز و جل، كما لو أنه جل و علا سيأمرنا بشيء لمجرد أن يرى امتثالنا له - دون أن يكون لذلك الأمر معنى، سبحانه و تعالى عن ذلك علواً كبيراً، هو العليم الحكيم..”
“ليست القضية في الحقيقة هي وجود قيمة خلقية لأعمال الإنسان أم عدم وجودها، فذلك أمر لا يشك فيه أحد حتى الماديون و حتى الملحدون و حتى الشكاكون، إنما القضية هي (( المعايير )) التي نقيس بها الأخلاق .. من يضعها ؟!فأما الوضعيون، و أما التطوريون، و أما الماديون و أشباههم فقد ذهبوا بها مذاهب شتى توافق أهواءهم.و أما الله سبحانه و تعالى فيقول إن الذي يخلق هو وحده صاحب الأمر .. هو الله سبحانه و تعالى : ( ألا له الخلق و الأمر ) - سورة الأعراف ( 54 ) -”
“و ذلك يوضح ما خص به الجنس الآدمي من المكانة العظمى، و ما كلّف حمله في الأرض من التبعات الكبرى، بعد أن سلَم زماماها، و أطلقت يده فيها، يبنيها و يحسن البناء، و يجمّلها و يزيدها زينة و بهاء. و من هنا كان الأجدر في نهاية المطاف بالاستخلاف في هذا الملكوت، و الأخلق - مهما يستبدّ به الغرور - بإبراز مشيئة الله، في تطوير الكون و تنمية الحياة... فإن للإنسان من قواه و طاقاته، و مواهبه و ملكاته، لما يسعفه بتحقيق مناه، ما دام وحي الله يسدّد خطاهو إن عرض الأسماء على الملائكة، و تعجيزهم بالسؤال عنها، ثم اعترافهم بأنهم لا يعلمون إلا ما يلهمهم الله به، يؤكد أن أرواح الكون و قواه لا تتعدى حدود الله، و لا تجاوز الوظائف و الأعمال التي من أجلها خلقها الله، و إن هتاف الله بآدم لإنباء الملائكة بتلك الأسماء إيذان بامتياز الإنسان على خلق الله، و إعلان لقدرته على التفوق في كل تجربة و كل امتحان.”
“سألوا يعقوب، و قد ابيضت عيناه من كثرة البكاء و الحزن على فراق يوسف، كيف تحزن لهذا المدى و أنت رجل مؤمن و متوكل على الله سبحانه و تعالى، قال أبكي حزناً و خوفاً أن ينقطع يوسف عن الصلاة، فلا ألقاه في الجنة يوم القيامة”
“أراد الله أن يخلص المؤمنين من الانفعال و من القلق لأنهما يسببان أمراضا قاتلة للجسد .. و لكي يعيش المؤمن و المؤمنة حياة طيبة .. طلب الله جل جلاله منهم إلا يحزنوا على مافاتهم و ألا يفرحوا بما جاءهم .. لأنها كلها أقدار الله لها حكمة .. فقد يكون ما فاتهم شرا جنبهم الله إياه .. و ما جاء ليس خيرا لهم فلا يفرحوا به”