“إنها صفحة بيضاء نقية، ما أحسب أن الفلاسفة والمنظِّرين والمفكرين قد تخيلوا مرة في أحلامهم أو أوهامهم أنها يمكن أن تكون واقعًا حيًّا بين الناس، حتى إن أفلاطون في جمهوريته والفارابي في مدينته الفاضلة، وتوماس مور في مدينته الفاضلة الثانية (اليوتوبيا) لم يصلوا في الأحلام والتنظير إلى معشار معشار ما كان عليه رسولنا في حقيقته وواقعه.”
“إن تأثير مدرس الجامعة، على خطورته، لا يبلغ عشر معشار تأثير مدرس ما قبل الجامعة. والسبب بسيط: عقل الصبي صفحة بيضاء يستطيع المدرس أن يملأها بما يريد. أما في المرحلة الجامعية فإن الصفحة تتحول إلى صفحة مليئة بالتجارب غثها وسمينها. لا يستطيع المدرس الجامعي، بالغاً ما بلغ تأثيره، أن يغير مساراً أو يوجد ثقة أو يخنق طموحاً أو يقضي على موهبة.”
“في مثل هذه اللحظات، في لحظة انتظار الموت المفاجئ يكتشف الإنسان مغارات في أعماقه لم يشعر بوجودها قط، ولم يخبره عنها أي رائد...يقف أمام نفسه عارية للمرة الأولى يطالع نقائصها وفضائلها وتعرجاتها واستقاماتها...قد يكتشف فضائل من الشجاعة في نفسه ما كان يظن أنها بين جنبيه، كما يمكن أن يكتشف أثقالا من الخوف ماكان يحسب أن أضلاعه يمكن أن تسعها.”
“لو كان في يدك جوزة وقال الناس في يدك لؤلؤة ماكان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة وولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس إنها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة”
“فماذا يمكن أن يحدث لنا؟ تنقلب المركب فيأكلنا السمك؟ أكلناه كثيرا فلماذا لا يأكلنا مرة من نِفسه؟ وماذا لو تحولتُ من آكل للبروتين إلى جزيء بروتين في خلية سمكة؟ ما الفرق فيالنهاية بين أن أعيش في خلية أو في الغلاف الجوي لكوكب؟”
“إن كثيرا من الناس إذا أعطي زيادة في الراتب على أن ينتقل إلى مدينة غير مدينته لتغرب عن أهله من أجل تلك الزيادة . ألا يحسن بك أن تتغرب بضع دقائق عن بيتك لتصلي الفريضة في بيت الله ثم تعود إلى بيتك سالما غانما ؟”