“يمكننا القول بأن الشائع الآن عند كثير من الكتاب يعد- للأسف الشديد - معبراًعن الدعوة للفصل بين الفكر العربى من جهة والفكر الغربى المعاصر من جهة أخرى . إن الدعوة إلى الهجوم على الفكر الغربى تعد كما قلنا دعوة انهزامية, ودعوة خاطئة, ودوعة باطلة, سوف لا نجنى منها شيئاً ولا ادرى مبرراً واحداً يدفع بالكثير من الكتاب إلى توجيه الشتائم إلى الفكر الغربى واتهامه باتهامات هوه منها براء .القضية ببساطة هى فيما ارى ليس كل ما يأتى من الغرب يعد باطلاً وليس كل ما ياتى من الغرب يعد حقاً وصواباً , فلنتجه إلى الاطلاع على أفكار الغرب بشرط ألا تكون تلك الأفكار ملزمة لنا - بمعنى : فنأخد منها ما نأخذ ولنرفض منها ما نرفض , فكثير من افكار الغرب تعد معبرة عن قيم خلاقة إيجابية , فما المانع - إذن - من ان نستفيد منها ؟ .. وإذا وجدنا فكرة او أخرى من الأفكار التى تشيع فى الغرب لا تتفق وممقتضيات عالمنا العربى فلسنا ملزمين بأن نأخذ بها ونتأثر بها.”
“إنه لا بأس يا سيدي في أن يصيح مفكر فرنسي كبير صيحة الغضب من العلم الحديث وما تمخض عنه من آلات، أقول إنه لا بأس في أن يصيح صيحة غضبه تلك في أرجاء الغرب، بعد أن شبع ذلك الغرب علماً وأرتوى بالعلم، لأنه إذا كان ذلك الغرب قد شطح بمعلومه وآلاته حتى أنحرف عن جادة الصواب، فبدل أن ينتج للناس خبزاً أخذ ينتج لهم سلاحاً فتاكاً، فإنه ليس محالاً عليه أن يعود على هدى الصيحة الغاضبة فيلتزم جادة الحق. بعلومه تلك وآلاته، وذلك بأن يبقى على ما ينفع الناس، ويمحو ما يؤذيهم، ذلك كله يمكن للغرب ما دام العلم بين يديه يصنع به ما استطاع أن يصنع، لكن البأس كل البأس يا سيدي في أن توجه مثل تلك الصيحة الغاضبة في بلد ما يزال عند ألف باء العلم والصناعة، لأنك إذا أشعت في نفوس أهله مثل ذلك الترف العقلي، وأعني به التشكك في حضارة العلم والصناعة – التي هي حضارة هذا العصر – فكأنك أشعت في صدورهم دعوة إلى الجمود، لا بل دعوة إلى العودة إلى الوراء، حيث لا علوم ولا صناعة ولا أجهزة ولا آلات، ولن يحدث لهم عندئذ إلا أن تزداد حاجتهم إلى الاعتماد على الغرب في كل ما ينتجه من علم، وما يصنعه من آلات.”
“لا مانع من أن يُعرّب لنا المُعربون المفيد النافع من مؤلفات علماء الغرب والجيد الممتع من أدب كتّابهم وشعرائهم، على أن ننظر فيه نظر الباحث المنتقد لا الضعيف المسستسلم فلا نأخذ كل قضية مسلّمة بها، ولا نطرب لكل معنى أدبي طربًا متهورًا”
“والديانات المختلفة مثلٌ آخر للنسقات الفكرية التى تنبنى على " مبادىء " كل منها يضع كتابه أمامه " مبدأ "يسير منه و يستنبط , و إنما تكون الأحكام الفقهية فى كل دين صواباً بالنسبة إلى نصّ كتابها .ولا بد لى هنا أن ألفت الأنظار إلى نقطة مهمة و خطيرة , هى أن المنظومات الفكرية المختلفة , وإن تكن كل منها مستقلة عن الأخرى فى صواب أحكامها أو خطأ تلك الأحكام , أعنى أن كلاً منها إذا استشهد على صواب حكم معين , فمرجعه هو مبدؤه , لا مبدأ المنظومة الأخرى , إلا أننا نستطيع المفاضلة بين هذه المنظومات الكثيرة المتجاورة , على أساس ما تؤديه كل منها للحياة الإنسانية من سعادة أو تسام أو غير ذلك , فالأمر هنا شبيه بأن ترى بيوتاً متجاورة , لكل منها أساسه الذى أُقيم عليه , ولكل منها أجزاؤه الداخلية التى بنيت على ذلك الأساس , فلا يكون بيتٌ منها حجةً على بيت آخر , فقد يهوى أحدهما لضعف أساسه , بينما يبقى الآخر بقوة أساسه , لكن استقلال هذه البيوت المتجاورة بعضها عن بعض , لا يمنع من المفاضلة بينها من ناحية ما تؤديه فى حياة ساكنيها .”
“ان هناك عدد قليلا من المسلمين في الغرب الا ان هناك الكثير من الاسلام بينما نجد الكثير من العالم الاسلامي والقليل من الاسلاملقد اصبح التاريخ الاسلامي تاريخا دكتاتوريا علما بأن الشريعة تفرض حكومة شورى.الخوف من التقنيه[ التكنوفوبيا] اوو موقف رفض كل مايرد من الغرب وكأنه كان هناك تمييز بين التقنيه الاسلاميه والغير الاسلاميه وليس هناك من خيار للأمه الاسلاميه الا ان تتمكن من التقنيه المعاصره الحديثه او ان تتملكها وتتحكم بها وتستعبدها تلك التقنيه.”
“انتشار الفساد بين المُسلمين أدّى إلى ظهور فكرة خَبِيثة في الغرب تذهب إلى وُجُود ارتباط، من نوعٍ ما، بين الإسلام، ديناً وشريعة، وبين الفساد، ظاهرة مٌجتَمعيّة.”