“وقد بلغ التدخل الدولي في شؤون الدولة العثمانية أن أصرت الدول الأوروبية في اتفاقية برلين التي عقدت بينها وبين الحكومة العثمانية على اقرار بند خاص باليهود والنصارى الموجودين في أراضي الدولة العثمانية ينص على أنه "لا يمنع النصارى واليهود من إجراء رسوم أديانهم واتساع بطارقتهم وكواهنهم فيما يتعلق بمذاهبهم”
“وقد أعدم من المحكومين في ست سنين على يدِ الإنجليز في فلسطين وحدها ، أكثر مما أعدم في كل المملكة العثمانية الشاسعة في عهد السلطان عبدالحميد الذي طالت خلافته أكثر من ثلاثين سنة ،،،رغم أن الناس كانوا ينظرون إلى عبدالحميد كحاكم ظالم ومستبد ... وإلى الإدارات الإنجليزية كإدارات دستورية عادلة حكيمة !!”
“إن الدولة العثمانية حبلى بدولة أروبية، وسوف تلدها يوما ما ..! و إن أروبا حبلى بالإسلام وسوف تلده يوما ما ..!”
“إن أهم وظيفة من وظائف الحكومة الحديثة هي رفع مستوى الطبقة الفقيرة. فهي تأخذ فضول أموال الأغنياء لتنفقها على الفقراء.أما الحكومات القديمة فكانت لا تفقهم هذا ولاتستسيغه. إنها كانت لا تهتم إلا بحفظ الأمن وحده فقط. وحفظ الأمن معناه حفظ السلطان وتدعيم حكمه. وقد رأينا هذا جلياً في الحكومة العثمانية البائدة. فلم يكن للوالي المحترم من هم إلا أن يضبط العشائر ويقمع المتمردين والثائرين. وبذا كان لايفهم من أمور السياسة إلا تقوية الجيش والشرطة. أما المستشفيات والمدارس والملاجىء وغيرها من المرافق الإقتصادية والإجتماعية فكانت في نظره أمراً ثانوياً. وبذا سارت البلاد في طريق الخراب”
“في مقابل كل إنجاز قدمه عبد الناصر لمصر، كان على مصر أن تنحدر خطوة اخرى في انصياعها لإرادة الدولة، في مقابل استقلال القرار والتصدي للإملاءات الخارجية، فرضت الدولة على المصريين حكم الأجهزة الأمنية. في مقابل مجانية التعليم، سيطرت الدولة على كل الحقل التعليمي، في مقابل النهوض الصناعي وتوفير العمل للجميع، تحكمت الدولة في الاقتصاد كله، وفي مقابل تطوير الأزهر وتنميته، كان على الأزهر أن يصبح أداة في يد الدولة.”
“يعتقد بعضهم أنه في مأمن من التغيير، ويحتج بامتداد الدولة لعشرات السنين ، وهو بهذا كمن يحتج بشيخوخته على أنه في مأمن من الموت .”