“الاستعمار ليس من عبث السياسيين , ولا من أفعالهم , بل هو من النفس ذاتها , التي تقبل ذل الاستعمار , والتي تمكن له في أرضها .”
“فكان من واجب المسلمين أن ينتبهوا إلى أن الاستعمار هو مجرد بذرة صغيرة حقيرة ، ما كان لها أن تنبت وتؤتي أكلها لو لم تهيأ لها التربة الخصبة في عقولنا ونفوسنا .”
“من المعلوم أنه حين يبتدئ السير إلى الحضارة , لايكون الزاد بطبيعة الحال من العلماء والعلوم , ولا من الإنتاج الصناعي أوالفنون , تلك الأمارات التي تُشير إلى درجة ما من الرُقيّ , بل إن الزاد هو " المبــدأ " الذي يكون أساساً لهذه المنتجات جميعاً .”
“حينما يبتدأ السير إلى الحضارة، لا يكون الزاد بطبيعة الحال من العلماء و العلوم، ولا من الإنتاج الصناعي أو الفنون، تلك الأمارات التي تشير إلى درجة ما من الرقي، بل إن الزاد هو (المبدأ) الذي يكون أساسا لهذه المنتجات جميعا.”
“فالحكومة مهما كانت ماهى إلا آلة اجتماعية تتغير تبعاً للوسط الذى تعيش فية وتتنوع معه , فإذا كان الوسط نظيفاً حراً , فما تستطيع الحكومة أن تواجهه بما ليس فيه , وإذا الوسط كان متسماً بالقابلية إلى الاستعمار فلا بد من أن تكون حكومته استعمارية ..”
“وليس ينجو شعب من الاستعمار وأجناده، إلا إذا نجت نفسه من أن تتسع لذل مستعمر، وتخلصت من تلك الروح التي تؤهله للاستعمار.ولا يذهب كابوسه عن الشعب -كما يتصور بعضهم- بكلمات أدبية أو خطابية، وإنما بتحول نفسي، يصبح معه الفرد شيئاً فشيئاً قادراً على القيام بوظيفته الاجتماعية، جديراً بأن تُحترم كرامتُه؛ وحينئذ يرتفع عنه طابع (القابلية للاستعمار)، وبالتالي لن يقبل حكومة استعمارية تنهب ماله وتمتص دمه، فكأنه بتغيير نفسه قد غير وضع حاكميه تلقائياً إلى الوضع الذي يرتضيه.”
“الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الاأزل..!فهو يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية, أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي تذهب هباء; وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد, بفيض من الساعات اليومية التي لا تغيض, ولكنه في مجال ما يصير (ثروة), وفي مجال آخر يتحول عدما. فهو يمرق خلال الحياة, ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز فيه من أعمال.”