“مشكلة البعض أنهم يعيلون الكثير من الأمور على مبرر الصدفة! أتعرف أن الذي أبقانا عبر هذه القرون وجعلنا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، مما كان أسلافنا يحلمون به، هو أننا كنا نخلق الصدف فنتحكم بها ولا نجعلها هي التي تتحكم بنا؟! نحن نصنع الأحداث عبر سنوات من التخطيط والترتيب، ونجعلها تبدو للآخرين كما لو أنها مجرد صدف؛ فيكون هذا الظن سبب هلاكهم!”
“الكثير من الأمم عبر القرون تعيد صياغة تاريخها لأنها تخشى ما فيه من حقائق. الأكاذيب في كثير من الأحيان قد تكون هي الوسيلة الوحيدة للراحة، ولكنها تبقى مجرد أكاذيب. الذي يرغب في البحث عن الحقيقة عليه أن يكن مستعداً لكي يتحمل ألمها، والسبيل الوحيد لذلك هو أن يكون حب الحق أكبر عنده من حب الذات.”
“من العيوب التي يمكن لوم والدتي عليها هي أنها علمتنا الحذر المبالغ به من التعرض لأية مخاطر مهما كان نوعها. لدرجة أننا لا نعرف إلى اليوم ركوب البسكليت”
“كانت الندوة في أعقاب حرب حزيران، وكان المفروض أن يشترك فيها أربعة أخوة عرب إلا أنهم قرروا، في ذروة الإنفعال العربي المعهود، أن يقاطعوا الندوة احتجاجًا على الموقف الأمريكي. هذه العقلية التي ظلّت، عبر السنين، ترفض المواجهة بحجة المقاطعة هي المسؤولة عن ترك المجال واسعًا أمام أعدائنا يسرحون ويمرحون كما يشاؤون. كان من حسن الطالع أنني لم أنسحب من الندوة، سرعان ما تبين عبر اللقاءات والاجتماعات أنني الصوت الوحيد الذي يدافع عن القضية العربية.”
“خذوا مني هذه الكلمة. هذا البلد الذي تعيشون به الآن هو مجرد “ظاهرة تاريخية”. يوماً ما.. بعد قرون أو عقود من الآن.. لو قدّر الله للحياة أن تستمر على هذه الكرة الأرضية.. فإن أجيالاً بعيدة ستأتي وستتكلم عنّا. عن “نحن” الذين كُنَّا يوماً ثم اختفينا.. وفعلنا الأعاجيب بين الفعلين. سيتكلمون عنا كما نتكلم نحن اليوم عن روما القديمة أو عن حضارة “أطلنطيس” الأسطورية الغابرة.”
“غن للكآبة أسلوباً مخيفاً في التسلل عبر النوافذ وبين الأبواب وتأتي عبر الطرقات المظلمة لتصب لعنتها على البشر وغالباً ما تختار أشخاصاً يملكون الكثير وينالون كل ما يشتهون فتبدأ هي بإقلاق راحتهم لتشعرهم بأن حياتهم لا نفع فيها على الرغم من تعاظم ثرواتهم وتجبرهم على النظر إلى كل ما لا يستطيعون إليه وصولاً ولا يكتمل شيء على الإطلاق..”