“قالت لي إيرينا: "محمد .. قل شيئاً".قلت: " ليس لديَّ ما أقوله".قالت: "لا أريد كلاماً .. أريد صوتك".فسحبت من الرف القريب مختارات من شعر بلوك وأيسينين وبوشكين، بلغتها ولغتهم، ورحت أقرأ. لكنها سحبت من يدي الكتاب سريعاً، ونحَّته وهي تقول: " اللكنة تفسد الشعر".وعادت تقول: "أريد صوتك".فأغمضت عيني ورحت أقرأ ما يطيب لي قراءته عندما أكون وحيداً .. شيئاً من سورة الرحمن، وقصيدة للسياب، وأخرى لدرويش، ومقتطفات من الطيب صالح، والنفري.وعندما فتحت عيني وجدتها تغفو على صدري كطفل آمن، فسألتها في خفوت: " نمتٍ؟".فتحت عينيها الطازجتين مندهشة وهي تقول: "لا لا. أبداً .. لما توقفت؟".ولم أكن أحب أن أتوقف، ليس لأجلها فقط، ولكن بالأكثر .. لأجل روحي.”

“قالت لي إيرينا:" محمد.. قل شيئا"قلت: " ليس لدي ما أقوله"قالت: " لا أريد كلاما.. أريد صوتك”

“والجديد بالنسبة لي أنني صرت أرى هذا كله مجرد ملامح لوجود واحد من المادة والروح معاً، وهذا الايمان يجعلني لا أقع في فخ جفاف العلم، وخفة ما يسمى الخيال العلمي، هذا ببساطة لأنني أقرأ العلم بقلبي سواء في الاقتراب أو الابتعاد.”

“وانظر الآن يا حبيبتي صور نظراتك في قلبي.. فإن لها بعثات من ورائها بعثات.. وفيها المعاني من تحتها المعاني.. فهذه نظرات تمتد تأمر.. تشعرني قوة سطوتها كأنها تقول: أريد.. أريد.. ثم لا يرضيها الرضا فكأنها تقول: أريد منك أكثر مما أريد....!”

“على عيني يا " إبراهيم"، و لكني أردت أن أُجنبك هذا المصير. لا أريد أن تهجرك امرأة من أجل الشحم الموجود تحت جلدك أو الوسخ الذي على ثيابك أو البدروم الذي تعيش فيه، لا أريد أن أسمع صوتك و أنت تصيح "نعمر" و أن تأكل الطرقات روحك قبل أن تأكل قدميك، نَـم يا "إبراهيم" و الصباح رباح.ـ”

“لا يهمني أن أتألم أو أن أفرح ما يهمني هو أن تقول لي الصراحة نعم أريد الصراحة كيفما كانت”

“لأول مرة في حياتي أشُعر أني أريد تعلُم الحياكة ، حين شعرتُ بالغيرة من ملابسك التي لا تفارقك أبداً وليس لي فيها بصمة .. وحين فشلت ، كنتُ أتعمد أن أقطع أزرار قمصانك كي أحيكها من جديد وأشعُر أن شيئاً ما فعلته سيكون بقربك دائماً .”