“فى القرآن ذُكر كثير للتفكير و الفكر .. و أوامر كثيرة لنا من الله سبحانه بأن نفكر و نتفكر :(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) البقرة 219(كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) يونس 24(وأنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم و لعلَّهُمْ يتفكَّرُون) النحل 44(أولم يتفكروا في أنفسهم) الروم 8(أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا) سبأ 46(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الحشر 21(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف 176(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) آل عمران 191و هكذا يدعونا الله تعالى كثيراً إلى التفكير و التفكر .. و خلق للإنسان آلة أو عضو للتفكير. فلم نستخدمه كثيراً، و اكتفى الكثيرون بالتلقين دون التفكير ...”
“إن ما أعطي للإنسان من أمانة "النفس" أو "أنا" فإنما أعطيت له لمعرفة الخالق جل جلاله و الإعتراف به, و في الحقيقة ان غاية وجوده في هذه المعرفه و الإعتراف, لذا فإن الإنسان يدل بوجوده هو على وجود الله -سبحانه و تعالي- و بصفاته الجزئيه على ثروته -جل جلاله- و غناه المطلق و بعجزه و فقره على قدرته -سبحانه و تعالى- و إحسانه.”
“النبتة تحتاج للرعاية ، للشمس و الهواء، و تذبل إذا ما بالغت فى تركها فى الشمس أو الهواء الجاف أو إذا دفعتك يوما شدة خوفك و قلقك عليها لحجبها و منعها من الشمس و الهواء فتذبل و تموت،،، و كذلك هى ذاتك – لا إفراط ولا تفريط – كلماتى فاطمة عبد الله”
“و ذلك يوضح ما خص به الجنس الآدمي من المكانة العظمى، و ما كلّف حمله في الأرض من التبعات الكبرى، بعد أن سلَم زماماها، و أطلقت يده فيها، يبنيها و يحسن البناء، و يجمّلها و يزيدها زينة و بهاء. و من هنا كان الأجدر في نهاية المطاف بالاستخلاف في هذا الملكوت، و الأخلق - مهما يستبدّ به الغرور - بإبراز مشيئة الله، في تطوير الكون و تنمية الحياة... فإن للإنسان من قواه و طاقاته، و مواهبه و ملكاته، لما يسعفه بتحقيق مناه، ما دام وحي الله يسدّد خطاهو إن عرض الأسماء على الملائكة، و تعجيزهم بالسؤال عنها، ثم اعترافهم بأنهم لا يعلمون إلا ما يلهمهم الله به، يؤكد أن أرواح الكون و قواه لا تتعدى حدود الله، و لا تجاوز الوظائف و الأعمال التي من أجلها خلقها الله، و إن هتاف الله بآدم لإنباء الملائكة بتلك الأسماء إيذان بامتياز الإنسان على خلق الله، و إعلان لقدرته على التفوق في كل تجربة و كل امتحان.”
“أنه من الحكمة ألا نركب الهم أنفسنا، دع الهموم و اضحك و اعبد الله، الدنيا دنيا الله، و الفعل فعله، و الأمر أمره و النهاية له. فعلام التفكير و الحزن؟!...ملعون أبو الدنيا!”
“إن على الإنسان أن يتعرف على الله بجهوده و مسعاه العملي , فمنظر ربيع أو شجرة عامرة بالبلابل والورد من خلق شاشة , لا يقدم لك ما يقدمه دخولك و استنشاقك الطبيعي . و كذا فالقارئ مهما بلغ من حسن صوته و بلاغة في قراءته , فإنه لا يقدم لك كنوز القرآن بقدر ما تقدمه قراءتك الذاتية و التأملية له: " إن في خلق السموات و الأرض واختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب, الذين يذكرون الله قياماً و قعوداً و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السموات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار" .”