“وقد تجمع عناد أمينة كله في هذه اللحظة،وأغلقت على نفسها حجرتها،وأخذت تستعرض أيامها منذ جاءها أحمد خاطباً،وتكشف لها أشياء لم تتكشف لها من قبل،لقد عشقت حديثه ةعشقت شخصيته،ولم تتنبه قبل اليوم إلى أنه كان في كل أحاديثه يتعمد أن يدحض آراءها وينتصر عليها ، وأنه كان يتعمد دائماً أن يمحو شخصيتها بشخصيته، وكانت تتقبل انتصاره لأنها لم تكن تلحظ أنه يتعمده ولم تكن تحس فيه بمعنى الانتصار، وكانت تدع شخصيته تفرض نفسها عليها لأنها لم تكن تقارن بين شخصيته وشخصيتها أو تضع الحدود بينهما..”