“فيما مَضى كُنت أَغبط أمهات وأخوات الشبان اللطفاء المُثقفين ،الطيبين ! لأنهن الوحيدات اللاتي يَمتلكنَ حق مصادقتهم والنهل من بحر حنانهم ، وعطفهم !! لكن.. وبعد أن عَرفتُك بِتُّ أَحسدها هي -لا غَيرها- تِلك التي لَم أعرفها قط !! مَن تَمتلك زِمام قَلبك وحدها من بَين النِساء اللاتي قَطعّن أيديهن وقلوبهن شَغفا وهياماً بِك !! يتدافَعنَ على حدود قلبِك بانتظار تأشيرة عِشقٍ أو تَذكِرة دُخول ! تِلكَ الأنثى التي تَجري مَجرى الدم في وريدك ويَحق لَها مهاتَفك والحديث إليكَ لِساعات سَماع هَمسكَ وصَمتك والنظر في عينيك دون وَجل ! وحدها مَن تَسير في أزِقَة قَلبك بِكل ثِقة وترافقك إلى محافِلك بكل فَخر وتَنظر لجِواريك بإزدراء وشماتة هي-لا غَيرها- من دون النَساء من تَسند هَفواتك وعَثراتك وتَمتص هُمومك وآلامك َ وتُصَفقُ لِكُل انتصاراتك تِلك التي تُكَمِلك وتُجملك وتَنثُر عِطرها بين أسُطر أحرفك !! كم أحسدها فهنيئاً لَها بِك ! هَنيئاً لَها بِك !”
“ماذا أَفعلُ بعد أن اعتَّدتُ أحاديثنا و تِلكَ الصباحات التي تبدأُ بِك !”
“اسكلوا عيون من تحبون طريقاً إلى قلوبهم ، وحدها العيون لا تكذب أَبداً ، هي الطريق إلى الحقيقة التي لن تضللكم .! -”
“كأنَّنا طوال الفَترة الماضية لَم نَكُن أكثر من ضَيفين في حَفلَةٍ تَنَكُرية ..أنا مَثلتُ دورَ الساذَجة التي تَثقُ بِك ،و أنتَ مَثلتَ دور الرجل النبيل !و ما لَبثت ساعة الفِراق أن دَّقت ،لِنعود للواقع و يَظهر كُلٌّ منا على حقيقته ،أنا و حُزني ، أنتَ و زِيفك !”
“بارِدة جِداً تِلكَ الصَباحات التي لا تَبدأَ بِك.. كَئيبة أَلحان العَصافير التِي لا يُرافِقها صَوتَك .. حَزينة أَنا بِدونك ..ومُتعبة حَتى أَخمص الروح .. أَينَك مِن وَجعي وأَيامي ..وحُزن الشِتاء .. ...!~”
“بينما كُنت أحضر حقائبي وأهمُ بمغادرتك ، بدأت الذكريات تتقافز لتدس نفسها في حقائب الغياب ، تَشد أطراف ثوبي هازئة من إرادتي ، واثقة من حتمية عودتي ! لم يستطع شيء إيقاف أو ردع أحلامي عن المُضيّ قُدماً ! اليوم . . أمر على وَجهك بين ذكرياتي دون طرحٍ للسلام . دون تأنيبٍ للضمير ! دون كَسرة حنين أو حتى فتافيت ندم ، اليوم .. أنا سعيدة أكثر غارقة في قارورة راحة ! اليوم.. التَقيت ال"أنا" التي ودّعتها فيّ منذُ عرفتك !”
“أَكرَهُ العِيدَ الذي لا يَأَتيني بِك.. والفَرحة التي يَنقصها وجودُك والاحتِفالات التِي تَفتَقِدُ وجهك .. أَحتاج صَوتك لِيبدأَ عيدي :(”