“يكفي أن تدعو لي أمي لأحس أنني محميّ من كل سوء”
“في البداية لكي أروح عن نفسي كنت اتخيل أن عناية إلهية خارقة سوف تجترح معجزة لخلاصي كما يحدث في تلك النهايات السعيدة للأفلام الأمريكية. ثم حضرتني أشكال من الفرضيات المعقولة : أن يحصل زلزال ، أن تضرب صاعقة الحرس مجتمعون حين يقعدون في ظل شجرة لتدخين سيجارة أو قائد المعسكر الذي لا يرى في نومه سوى حلم واحد وفيه يأتيه صوت من السماء يأمره بعصيان رؤوسائه وبإطلاق سراحنا وإلا أُنزل القصاص إلهي بحياته البائسة. غير أن العناية الإلهية كانت غير مبالية بمصيرنا. كانت تسخر منا وكنت أسمع ضحكات مدوية ونوبات غضب.”
“ يكفي أن تدعو لي أمي لأحس أنني محمي من كل سوء. هو إحساس غير معقول. أمي تعتبرني كائنا هشا ينبغي أن تنار طريقه. فهي لا تكف عن الدعاء لي بصرف الأعداء والأشرار والحساد عن طريقي. تراهم وتطردهم بيديها.”
“في تلك اللحظة عشت هنيهات من الطمأنينة الغامرة. فما عاد شيء يقدر على أن يصيبني. أن أخرج، أن أبقى، أن أنجو، أن أموت؛ سيان عندي. فلسوف أكون من الناجين ما دامت لي القدرة على الصلاة وعلى التواصل مع الخالق. لقد بلغت أخير عتبة الأبدية، هناك حيث لا وجود لحقد البشر وخستهم و صغارتهم”
“وحدها أمي قد تكون مقيمة على رجاء أن تراني على قيد الحياة. فالأم لا تخطئ في مسألة حياة ابنها أو موته.”
“كان الليل ماثلاّ ليذكرنا بهشاشتنا. ان نقاوم ما أمكننا. ألا نسقط. أن نوصد كل الابواب. أن نتصلب. أن نفرغ أذهاننا من الماضي. أ ننظفها. ألا نترك أثرا منه في الرأس. ألا ننظر الى الوراء وان نتعلم ألا نتذكر”