“الليلُ سجّانٌ وفي كفّيهِ وردةْ شجرٌ يجفُّ بلا مواعيدِ المودّةْ يجتاح صدرك بردهُ ويجيءُ مبتسماً بحدّةْ”
“وضعوهُ في ثلاجةِ الموتى وكانَ كملمسِ النارنجِ دافئْ عامانِ .. لم يعرف من البحر العميقِ سوى مداعبةِ الشواطئْ وبرغم كلِّ ضجيجِ من ناحوا عليهِ تراهُ مبتسماً وهادئْ طوفانُ هذا الحزنِ عاتٍ إنّما لدموعِ والدهِ موانئْ أبكي .. ولو تدرينَ أدري قسوة الفقد الدنيءْ يا نورُ كم أنّت محاجرنا وكم رجفتْ بلا قمرٍ يضيءْ تبقّى تعزّينا القضيةُ كلّما ضاقتْ على القلبِ البريءْ متوجعانِ من الحروبِ ومن نزيفِ الروحِ إشراقٌ يجيءْ .. !”
“يا كربلاءُ تعبتُ ماذا لو أعرتيني قليلاً من دموعكِ في مزاراتِ الحُسَينْ يا كربلاءُ الليلُ أسودُ حالكٌ والحبُّ مدفونٌ كجُثَّةِ عاشقَينْ ! والقبلةُ الأولى تَأذّتْ من مرورِ رصاصةٍ قبل اكتمالِ الرعشتينْ ما كلُّ هذا الموتِ ما ... ؟ حتّى القبورُ توسعتْ فترى بأنَّ على صدورِ الأمهاتِ نمت من الحزن المُعقّدِ وردتينْ ! ما ذنبُ عصفورٍ دمشقيٍّ يغنّي كي يُوارَى صوتهُ في طلقَتَينْ ما ذنبُ هذا الياسمينِ على جدارِ المنزلِ القرويِّ أنْ يذوي ولم ترجفْ بهِ بعدُ الصبايا لمْ تُعَلِقْهُ السماءُ كنَجْمَتَينْ ما ذنبُ أمٍّ أن تضمَّ صغيرها المفقودَ صورةْ .. ؟! وتعيشَ بَيْنَ جنازتينْ ! ضَعْ قُبلةً أخرى ليرتعشَ الجَسَدْ ضَعْ قبلةً أقوى , فقدَ مات الولدْ .. !”
“سلامٌ على سُلَّمٍ خشبيٍّ أثارَ حفيظةَ صَمْتِ الحديدْ وكلُّ وليدٍ بنا ثائرٌ وكلُّ شهيدٍ بنا كالوليدْ سلامٌ على تمتماتِ الرياحِ فليست تُجَنُّ , وليست تَحِيدْ وتقرأُ همسَ المآقي لها فتحملُ من حَرْمِ القُدْسِ ( عيدْ ) سلامٌ عليها وقد أينعتْ كتينٍ شهيٍّ بكفِّ الشريدْ تحنُّ القلوبُ لها مُذْ عرفنا طقوسَ القرابةِ ليستْ جليدْ وإنْ وضعوا بندقيّةَ زيفٍ على كلِّ رأسٍ وفي كلِّ جيدْ وإن صنعوا ألف جُدْرٍ كهذا وإن طوّقونا بطَوْقٍ شديدْ بلادي نحبّكِ وصلاً وبُعداً يحاصرنا في ممرِّ الوريدْ .. !”
“في القلبِ نافذةٌ مُحَطَمَةٌ تُغطّي كَسْرَهَا بالكبرياءْ ! والقلبُ يعرفُ كيفَ ترتعشُ الأريكةُ بعدَ مائدةِ الجفاءْ والوقتُ لصٌ لم يزل يسطو علينا ثمَّ يفتعلُ الوفاءْ ! لا وَقْتَ للكُرهِ الخفيفِ فنحنُ من طينٍ وإنَّ الحبَّ ماءْ !”
“كَمْ قد ملَلْنا في اشتدادِ وضوحنا زمناً يُبدّلُ وجههُ بالأقنعةْ .. ! لِمَ كلُّ هذا الياسمينِ وليستِ الأيامُ إلا زهرةً متوجعَةْ .. !”
“لا تبتئسْ إن غارَ خنجَرُهُم بصدركَ قل لهمْ : شكراً وخفِّفْ قسوتَكْ !”