“ولا شك أن القناة التي اختزلت كل موقع مصر الجغرافي والإستراتيجي أو جوهره في شريط مائي حتى أصبح مرادفا للقناة أو أوشك ، لا شك أنها جددت شباب موقعنا. لكنها أصبحت بوابة ذهبية تجاريا فالبقناة لم يعد موقع مصر أخطر موقع استراتيجي في العالم العربي وحده ، وانما في العالم القديم برمته على أرجح الظنون”
“انقذوا مصر من القاهرة, و القاهرة من نفسها!......كل طوبة توضع في القاهرة, هي جريمة في حق مصر كلها, و أولها القاهرة نفسها.كل كوبري يُبني داخل القاهرة, هو كوبري مسروق من مدينة أو قناة أو منطقة أخري في مصر.”
“ويلخص المقريزي موقع مصر بحسب نظرية العصور الوسطى في "الأقاليم السبعة" حين يقول (مصر متوسطة الدنيا قد سلمت من حر افقاليم الول والثاني ومن برد الأقاليم السادس والسابع ووقعت في الإقليم الثالث فطاب هواءها وضعف حرها وخف بردها وسلم أهلها من مشاتي الأهواز ومصايف عمان وصواعق تهامة ودماميل الجزيرة وجرب اليمن وطواعين الشام.. وحمى خيبر”
“فقد ترجح العاصمة كفة بقية البلد ببساطة وسهولة. ولهذا ليس من المبالغة في شيء ان نقول إنه إذا لم تكن مصر هي القاهرة - كدنا نقول امبراطورية القاهرة- فإنها على الأقل قد أصبحت مجرد ضاحية شاسعة للعاصمة. وليس من مجرد الصدفة على الأرجح أن مصر من البلاد القليلة التي يطلق فيها اسم البلد على العاصمة في العرف الدارج رغم اختلافهما رسميا”
“ولذلك كله فلا شك أن مصير إسرائيل الصهيونية سيحدد في نهاية المطاف مصير الأمبراياليه العالمية.فما دامت إسرائيل باقية فإن الامبريالية ستظل مقيمة لا تريم في العالم الثالث , ولكن يوم تذهب إسرائيل فسوف تكون تلك بداية النهاية المطلقة للامبريالية”
“ثم يعود السؤال: لماذا تعاصرت ظاهرة "التحرير" في العالم عموماً؟ و الرد يكمن - في كلمة واحدة - في روح العصر Zeitgeist, لقد أصبح التحرير هو أيديولوجية الشعوب التي طال كبتها و روح العصر السارية السائدة. و إنه هو المناخ السياسي الذي جعل الثورة علي الاستعمار ظاهرة كوكبية في العالم كله لا علاقة لتوقيتها بعمر الاستعمار هنا أو هناك - دون أن يقلل هذا البتة من دور الكفاح الوطني نفسه, و إنما هو كان فرصة مواتية استفاد منها هذا الكفاح إفادة ذكية شجاعة.جمال حمدان”
“ومنذ عرفت مصر العواصم الموحدةوالعاصمة فيها تحقق حجما هائلابالنسبة لمجموع حجم الدولة وعلى حسابه - والمركزية تورث الحجم. ولقد كانت المعادلة الإقليمية في مصر تتألف تقليديا من رأس كاسح وجسم كسيح. وسواء كانت دائما تسود الحياة المصرية بصورة طاغية غير عادية. وقد لا نبالغ إذا قلنا ان تاريخ مصر ليس الا تاريخ العاصمة أو يكاد. والمتصفح لتاريخ الجبرتي مثلا ومن قبله السيوطي أو ابن اياس ، لا يمكن ان يخطئ هذا الإحساس”