“لماذا أكتب ؟، هل هى حاجة فى نفس يعقوب قضاها ؟، هل هو مرض الكُتاب المعتاد فى فضح أنفسهم ، وعادتهم الأزلية فى كشف عوراتهم ؟ ، أم أننى أحاول فقط أن اطرد ما تبقى من حبك فى هذا الدفتر الأخضر، لعل حيزأً من الذاكرة يخلو فى رجل تملئينه حضوراً وغياباً .”
“لماذا يظن كل شخص فى هذا العالم أن وضعه بالذات هو وضع مختلف؟هل يريد ابن آدم أن يتميز عن سواه من بني آدم حتى فى الخسران؟هل هى أنانية الأنا التى لا نستطيع التخلص منها؟”
“هائلٌ هو الحزن الذى فى مقدور رجل وامرأة أن يخلُقاهفيما بينهما،مثلما هما كبيران ذانك العصفورانالواقفان على الغصن يتناقرانوكبيرةٌ هى الشجرة نفسهامع أمطار تحت الشمسباديةٍ على وجههاستمطر أم لن تمطر؟سيغرّد العصفوران نفساهما؟هل سيدومتدفق ذلك الحزن الهائل مثل بحيرةأو بحرٍ بين رجل وامرأة؟هل سيطير الحزن بين شجرة وشجرة؟مثل خطوات وحيدة فى غرفة؟مثل لآلىء فى الهواء؟مثل ألواح مثل جسورٍ مدمرَّة؟ثمة غُصَين سقط على الغصنطافيا.هائل هو الحزن الذى فى مقدوررجل وامرأة أن يسبّباه لنفسيهمامثلما هو هائل إبحار الغصن فى البحيرةمبتلاً بجسارتهِ ذاتِها.”
“لماذا يفترض الرجل أن مشاعر المرأة يجب أن تقتصر عليه وحده دون غيره؟ إذا أعجبنى جسد رجل أو شىء ما فيه، فليس معنى هذا أننى وقعت فى غرامه أو أريد أن أنام معه؛ وحتى لو داعبنى الخاطر. المعنى الوحيد هو أن جسدى وعواطفى حية ومتوقدة ومتوهجة. إننى أحيا.. لابد من إعادة تثقيفه فى هذا المجال.”
“على مائدة الفطور تساءلت : هل صحيح أنهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذى يجعلهم يبدون هكذا ؟ ثم جئنا جميعا إلى هنا : أسماء كبيرة و صغيرة, ولكننى تركت مقعدى بينهم و جئت أكتب فى ناحية , و من مكانى أستطيع أن أرى مقعدى الفارغ فى مكانه المناسب , موجود بينهم أكثر مما كنت أنا”
“والتقت عينانا , لا اعرف سر هذا الالتقاء , أهو مكتوب لى فى كتابى الأزلى ام هو بمحض الصدفة فقط ؟و هل أحسنت الملائكة وصف هذا الموقف فى الكتابة ام فقط كإثبات حالة ؟”