“و اذا كانت رحلتى الاولى الى لبيا فى ظل الملكية فاءن رحلاتى للبيا بعد ذلك تمت فى ظل الثورة .. و الغريب اننا نحن العرب نصنع نفس الاشياء فى ظل الانظمة المختلفة ...(و لذلك يخيل للعبد لله اننا نحن العرب لا نعرف غير نظام واحد للحكم ..و لكن نطلق عليه عدة اسماء) ..نظامنا العربى من واقع التجربة هو نظام كبير العيلة الجالس على الدكة”
“العرب كانوا و لا يزالون "فى الدم و القربى ذوى رحم.. و فى الطغيان و الاستبداد إخواناً"!”
“لقد تم بسرعة تأميم كلمة " الثورة " ، دون أن تعيش حرة قوية فى النفوس . لا أعرف كلمة أكثر قدرة على ايقاظ البشر من كلمة الثورة ، انها تعنى القدرة على التغير ، و الحماس ، و وضوح الهدف ، و امتلاك الوسائل للفعل و الحرية فى الاقدام عليه .. و لكن سرعان ما تتحول الثورات الى " أنظمة " و " أجهزة " و " مصالح ".”
“خيبتنا الحقيقية فى عصرنا اننا بلا مقياس وبلا حدود و بلا ضابط وبلا رابط .. ندخل المعركة لا نطلق فيها اى طلقة و نسميها ام المعارك .. ندوخ دوخة الارملة ثم نعلن اننا كنا على موعد مع القدر .. ترتفع الاسعار كل يوم فى بلادنا لتصل لارقام فلكية ثم نعلن اننا دخلنا عصر الرخاء .. نأكل ضربا لا يأكله حرامى فى مولد و نصدر عملة عليها علامة الانتصار .. تقوم مظاهرة فى مدينة صغيرة فنضربها بمدافع الميدان ثم نتهم المشاركين فيها بالخيانة .. و نؤكد ان كل فرد فى المظاهرة حصل على عدة ملايين من الدولارات مع ان اغلب المشتركين فى المظاهرة ينامون من غير عشاء .. واى معارض لنا نتهمه بالخيانة و كل من يخالفنا الرأى جاسوس و كل من ليس معنا فهو ضدنا .. وليس فى الدنيا اصوب من احكامنا ولا احكم من قراراتنا ولا اشرف من اخلاقنا ولا اطهر من ارومتنا”
“أين الشعب الأمريكى؟أين هو و حكومته تروح و تجئ فى العالم على هواها تقتل من تشاء و تعتدى على من تشاء متباهية بغشامة قوتها دون خجل أو مداراة. اننى لا أستطيع أن أعفى الشعب الأمريكى من مسئولية تغاضيه عن واقع سياسة بلاده المدمرة. أنا أؤمن ان فى مقدرة كل شعب -اذا أراد- أن يوقف المجازر التى ترتكبها حكزمته باسمه ، خاصة اذا كان شعبا يدعى انه يعيش فى بحبوحة نظام ديمقراطى حر.”
“ليس عجيباً إذن أن فضيحتنا -نحن العرب- قد أصبحت بجلاجل فى أربعة أنحاء المعمورة، فنحن ننفرد -دون كل الدول المتحضرة- بتلك المبالغة التى توحى بعدم الصدق فى استخدام أفعل التقضيل لوصف مناقب حكامنا، فالزعيم العربى، هو -فى رأى رابطة صناع الطغاة- أذكى الناس و أعلمهم و أعدلهم و أكرمهم و أخفهم ظلاً، و هو القائد و المفكر و المعلم و الملهم، و هو رئيس كل شئ: القوات المسلحة و الشرطة و القضاء، و هو نقيب الصحفيين و نقيب الصيادين، و رب العائلة، و حامى حمى اخلاق القرية، و هو فارس الحرب و بطل السلام و رائد التأصيل الفكرى و هو الذى صنعنا من العدم و (أعاد) لنا كرامتنا، و (منحنا) العزة و الكرامة، و رفع رؤوسنا فى الخارج، و لولاه ما احترمنا انسان، و لا اعترفت بنا دولة!”