“و لكن قدر لاول ثورة شعبية مصرية ان تنحسر موجتها و ان تنكسر شوكتها . و السبب أن الثورة رغم عنفها و قوتها كانت بلا قيادة . صحيح ان الغضب كان فى قمته , و سخط الناس كان بلا حدود , و لكن عدم وجود قيادة جعل الناس تفقد الرؤية الصحيحة و تخطئ الهدف.”
“و فى مصر تفرغ الامام الشافعى للعلم , و صنف نحو مائتى جزء فى الفقة و الأحاديث , و التف حوله خلق كثيرون , فلما اشتد بهم الكرب , و ثقل عليهم ظلم الولاة و القضاة كانوا يلجأون اليه لطلب المشورة. فكان يردد دائما على مسامعهم , لايصلح أمور الناس الا عزائمهم , و لا يقبل الظلم الا الميت , أما الحى فهو اذا لم يقاتل, فهو على الاقل قادر على الصراخ. و كانت هذة فتوى شرعية من امام الزمان و العصر لجموع المصريين أن ينتفضوا ضد الظالم و أن يهبوا ضد جلاديهم. و ذات مساء , و كان لديه خلق كثيرون, سأله أحدهم عن الطريق لاصلاح ما افسده الدهر. فأجاب الامام الشافعى: ان لم تكن الكلمة سدادة فليكن السيف”
“سيثبت حقيقة مصر الابدية, ان الحياة تمضى بها فى هدوء, حتى يخيل للبلهاء أنها فى غيبوبة, ثم لا تلبث أن تنفجر و يكون لانفجارها دوى عظيم, و كان الانفجار هذة المرة أعنف مما تصور البعض و أخطر مما تنبأ به البعض”
“وستكتشف مع دراسة التاريخ أن كل مشايخ مصر الكبار و أصحاب الاضرحة الكبيرة و الموالد المزدحمة, هم فى الحقيقة زعماء سياسين قبل ان يكونوا رجال دين. و انهم كانوا فى صف الجماهير ضد الحاكم و الوالى و عساكر السلطان.”
“الحزن رفيق للانسان و لكن هناك حزن هلفوت و حزن مقدس و صاحب الحزن الهلفوت يحمله على رأسه و يدور به على الناس .. التقطيبة على الجبين و الرعشة فى أرنبة الأنف و الدمع على الخدين .. ياللالى ! و هو يدور بها على خلق الله يبيع لهم أحزانه و هو بعد فترة يكون قد باع رصيده من الأحزان و تخفف و يفارقه الحزن و تبقى آثاره على الوجه ، اكسسوار يرتديه الحزين الهلفوت و يسترزق . و لكن الحزن المقدس هو الحزن العظيم ، و الحزن العظيم نتيجة هموم عظيمة ، و الهموم العظيمة لا تسكن إلا نفوساً أعظم .. و النفوس الأعظم تغلق نفسها على همها و تمضى و هى تظل إلى آخر لحظة فى الحياة تأكل من الحزن و الحزن يأكل منها و يمضى الإنسان صاحب الحزن العظيم - ككل شىءفى الحياة - يأكل و يؤكل و لكن مثله لا يذاع له سر و قد يمضى بسره إلى قبره ! و لذلك ما أسهل أن تبكى و ما أصعب أن تضحك”
“خيبتنا الحقيقية فى عصرنا اننا بلا مقياس وبلا حدود و بلا ضابط وبلا رابط .. ندخل المعركة لا نطلق فيها اى طلقة و نسميها ام المعارك .. ندوخ دوخة الارملة ثم نعلن اننا كنا على موعد مع القدر .. ترتفع الاسعار كل يوم فى بلادنا لتصل لارقام فلكية ثم نعلن اننا دخلنا عصر الرخاء .. نأكل ضربا لا يأكله حرامى فى مولد و نصدر عملة عليها علامة الانتصار .. تقوم مظاهرة فى مدينة صغيرة فنضربها بمدافع الميدان ثم نتهم المشاركين فيها بالخيانة .. و نؤكد ان كل فرد فى المظاهرة حصل على عدة ملايين من الدولارات مع ان اغلب المشتركين فى المظاهرة ينامون من غير عشاء .. واى معارض لنا نتهمه بالخيانة و كل من يخالفنا الرأى جاسوس و كل من ليس معنا فهو ضدنا .. وليس فى الدنيا اصوب من احكامنا ولا احكم من قراراتنا ولا اشرف من اخلاقنا ولا اطهر من ارومتنا”
“و اذا كانت رحلتى الاولى الى لبيا فى ظل الملكية فاءن رحلاتى للبيا بعد ذلك تمت فى ظل الثورة .. و الغريب اننا نحن العرب نصنع نفس الاشياء فى ظل الانظمة المختلفة ...(و لذلك يخيل للعبد لله اننا نحن العرب لا نعرف غير نظام واحد للحكم ..و لكن نطلق عليه عدة اسماء) ..نظامنا العربى من واقع التجربة هو نظام كبير العيلة الجالس على الدكة”