“أنا صنيعة ذاتي.. لا أدين لسواي بشيء، ولا أمتن لسواي عن شيء.تحمّلت عَناء هذا العالم وحدي، لم أوقظ أحدًا في منتصف الليل لأخبره أن الليل ثقيلًا عليّ، ولم أطلب من أحدهم البقاء بجانبي لأنني في أي لحظة سأسقط، كنت بمفردي دائمًا. وصنعت نفسي من كل ما عايشته.”
“يد كراهيتي قصيرة. أنا دائمًا أنشعل بالحب أكثر. ويد أذاي مبتورة، حتى لا تطال أحدًا، لكن الكراهية التي ألمسها في أحدهم تؤذيني. سكين باردة متعرجة تمر على قلبي. يحزنني أن وجودي القصير الذي لا يريد سوى خفة عبوره قد يمنح شخصًا شعورًا مشوهًا للروح بحجم الكراهية. برغم أن يد أذاي مبتورة ولا تمس أحدًا ويد كراهيتي قصيرة ولا تصل، مهما تبدل الطريق.”
“كدمة حمراء على صدري انتبه لها أخي ذات يوم فكذبت بأنها اصابة أثناء العمل، كي لا أزعجه أكثر، وأقول أنها إصابة أثناء الألم، طريقة حساسية جسدي في التعبير عن ألمه. كدمة زرقاء لم ينتبه لها تستقر خلفها، في قلبي، في عمق قلبي، لا أخبر أحدًا عنها من زمن طويل، حتى تجمدت زرقتها ولم يعد شفاءها مستطاعًا. كدمات شهوة عابرة تحاول أن تخدش عنقي من علاقة لم تحدث أبدا مع العالم.. وكدمات وحدة طويلة على كتفيّ.. كدمة إدراك هي ما تصيب رأسي بالصداع المتكرر، ربما تحولت إلى ورم خبيث يأكل من تفكيري يوميًا.. كدمات في أصابعي من لمس الأشياء الميتة، الأشياء التي لا ترد لي الشعور نفسه، ولا الحنان نفسه. وكدمات على ذراعي من رعشات الخوف والهشاشة على صدر الفراش.. كدمات على ساقي من الركض في غابات لا أنتمي لها.. كدمة على شفاهي بطعم ما تعلمته من الكذب المرتب الذي لا يشبهني، كي أستطيع شق الحياة بقانونها. وكدمات صغيرة تنهش ظهري من الذاكرة الباردة خلفه.. كدمات صامتة حول أذني، من كل كلمات الحب الكاذبة التي سمعتها مرارًا ولم تستقر في القلب. تتحول الكذبات عوضًا لندوب جديدة. حتى الشامة التي أحبها وجه أحبني كثيرًا فيما مضى، هي كدمة سوداء في عنقي، لفرط ما تذكرني بتلك الطريقة من حنان موزع كمجرى من خصلات جبيني المتطايرة، حتى أسفل عنقي النحيل.. كمن وصل لتوه قبل أن تفوته اللحظة.كدمة مؤلمة حارقة تستقر هنا، أسفل عنقي، محشورة بحنجرتي الضعيفة، كدمة متورمة من كل الكلمات الغالية التي لم أقلها، وحبستها او ادخرتها، رغم أنها تجري كالماء بداخلي، لأني لم أجد أرضًا خصبة أهلًا لها، لأصب كالنهر الحر.والكلمات التي لم أقلها، أغلى على قلبي.. من كل الكلمات التي قلتها.لكن أحدًا لم يفهمها، أو يمضي في روحي حتى يبلغها. ماذا تفعل المرأة التي تنظر في المرآة وتشعر بكل هذه الكدمات والندبات المحفورة في جلدها وروحها وعظامها.. حين تخبرها أنها جميلة؟! أو أن الكاميرات تحبها لأن لعظامها جمالًا نادرًا؟!هل تنتظر منها سرورًا للإطراء، أو امتنانًا لك.. أو للمرايا.”
“لا يهم أي درجة من الطمأنينة أصل إليها، هناك دائمًا جزء مني، يجفل من كل شيء، كغزال بري.”
“من القسوة تعلمت أن أُحب لا أن أمنح الحب بالضرورة، ومن الخذلان تعلمت ألا أمنح إلا ما يعادل ما يُمنح لي. ومن كلاهما.. تعلمت أن كل الأشياء التي بقت بقلبي ولم أمنحها، وكل الكلمات التي لم أقلها بحرية.. أغلى من كل الأشياء التي منحتها والكلمات التي قلتها.”
“لحسن الحظ أن لا أحد يأبه حقا.. وإلا من أين لنا تفسير كل هذا. بينما يحدث فقط في الداخل”
“من الصعب فهم مشاعر امراة وحيدة .. مهما حاولت بالأمر.امرأة لا تعول على احد، اى احد .. تعاني من سوتيريوفوبيا حادة تغرق قلبها، كلما خذلها أحدهم ودفعها الى البئر مجددًا.تائهة .. وكأنها على متن زورق بخارى لا تملك هى دفته !لا تخاف كثيرًا من الموت، بل من الحياة الناقصة.وتخاف كثيرا أن ينفرط الشغف من بين يديها، كقطار هارب ولا حيلة لها في ايقافه .. !يوجعها الفراغ .. فتوجعه بالكلمات حد الامتلاءانسانة جيدة. ولكن، مثلي، ناقصة حضناً.تشعر بحاجتها اليومية إلى العناق، والبكاء على كتف دافيء.. أكثر من حاجتها إلى الماء أو الأكسجين وقلبها كالورقة المتعلقة بغصن خريفي , لا تحتاج الا الى هبة ريح صغيرة... لتسقط.ليس سهلًا أن تتصالح مع ذاكرتها البعيدة دون كل تلك الغصات الصغيرة التي علقت بقلبها.يفتتها الحنين الى ذكريات صغيرة ميتة تطلب الرحمة والمغفرة.تبحث في الزحام عن يد طيبة تنتشلها برفق ولا تجد أحدًا، فيسمع قلبها منير وكأنه ينادي معها ونسًا غائبًا /" بشويش نمد الايدين ..ياللى انت جنبى انت فين !"من الصعب فهم مشاعر امرأة مثلي ، مست روحها الغربة مزدحمة بحساسيتها .. وفارغة الا من الوحدةمياه قلبي كافية تماما لأغرق .. دون أن يدفعني الغرباء الى بئر يوسف المظلمتعلمت أن أتدبر الامر وحدي .. الى أن تأتي المساعدة متأخرة، فأرفضها بأدب واعتدت أن أتعايش مع وجود الخنجر في قلبي .. ثم أعيد ترتيب ما أفسده الآخرون داخلي.وليس الطريق ما يخيفُني بالمرة .. انما الضياع فيه.”