“قامت لترتدى ملابسها التى تتسم بالسواد يتخلله بعض من اللون الرمادى ..وكأنها تعيش أيامها لتتقبل العزاء فى حبها وقلبها !فـ لم تعد تستصيغ بهجة الألوان الأخرى بَعدهُ .. فـ هذه هى الألوان التى أعتادت أن ترتديها منذ أن ذهب وقرر ألا يعودلـ يتركها وحدها وسط حزنها وذهولها وذبولهاوتركها تتذكر دائمًا أخر كلمات قرر أن يقولها ....."انا خايف اظلمك معايا" ..!”
“يارب تَقبل دُعائى وحقق لي اللى بتمناه"كانت تلك كلماتها التى تُنهى بها دعاءها الذى أعتادت أن تدعوه فى كل صلاة...فـ هى تعلم أن الله - سبحانه وتعالى- قال : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء"و دائمًا ما كانت تظن بالله خيرًا”
“أعتادت أن تمر كل يوم من أمام متجر الملابس الموجود فى الشارع القاطن به مقر عملهاكانت يوميًا تتوقف أمام واجهه عرض المتجر التى قليلاً ما تتغيرودائما ما تتسم بالوقار الذى تعشقه هىو كان ذلك المعطف الذى ومنذ عُرض هناك نحو اكثر من اسبوعينوخطف انظارها وذهنها الذى لم يعد مشغولاً ألا به.......”
“بالرغم من إنها لم تبلغ من عمرها إلا ربيعةوبالرغم من أن أيامها الماضيه والقادمة معدودهإلا أن ما تحمله داخلها من ايمان يفوق من كانوا مُعَمرين فى تلك الحياةو ما ترتديه من أمل يفوق عدد أثواب الأمل التى حاكوها على مر العصور !!”
“هى أسم على مسمى ...لم تملك داخلها سوى بقايا أسمها .. لم تملك سوى الأمانى !كانت تمر أيامها تلو الأخرى تشبه بعضها إلى حد التطابقلا شئ فى يومها سوى عملها الذى أختارت أن يكون داخل منزلها لتكون بجانب بناتهافهى لم تحصل من دنيتها إلا عليهن أربعه زهرات يعطرن خريف عمرها...”
“لم تشعر منذ ولدت بتلك البهجه التى أجتاحتهاوكانت أبتسامتها تغمر وجههاوأستطاعت للمره الأولى فى سنوات عمرها القليلة ان تستعمرها السعاده .....”
“تبدأ لحظاتها الأولى فى التكون منه ...فـ هى جزء منهتتنفس انفاسها الأولى بين ذراعيهجزء منها يحمل صفاته وميزاته وحتى هفواته ..!!”