“وقد قابلت الملحق الثقافي البريطاني وبينت له خطورة هذا الوضع، أن تتحول المدرسة إلى مؤسسة لتسطيح العقول والشخصيات. ويبدو أن هذا هو الاتجاه العام في العالم، وهو جزء من عملية الترشيد والتنميط التي ازدادت سرعة في الآونة الأخيرة. وقد تعلمت من هذه التجارب أن النجاح والفشل في الحياة العامة، حسب المعايير السائدة، ليسا بالضرورة حكما مصيبا أو نهائيا، وأن الإنسان قد يفشل بالمعايير السائدة، ولكنه قد ينجح بمعايير أكثر أصالة وإبداعا”
“ وقد تعلمت من هذه التجارب أن النجاح والفشل في الحياة العامة حسب المعايير السائدة ليس بالضرورة حكماً مصيباً أو نهائياً، وأن الإنسان قد يفشل بالمعايير السائدة، ولكنه قد ينجح بمعايير أكثر أصالة وإبداعاً”
“الانسان قد يفشل بالمعايير السائدة و لكنه ينجح بمعايير أكثر أصالة و ابداعا”
“لقد توصلت إلى أن الأيديولوجية قد تكون قناعا يختفي وراءه الإنسان بحيث يتحول إلى عقل محض، وقد يختفي الإنسان تماما إلى درجة أنه يموت قلبا لا قالبا (ولذا تجدني لا أومن بالزيجات الأيديولوجية، فهي مثل الزيجات المبنية على المصلحة أو الزيجات التي تجف ولا تتخللها أي عاطفة أو لحظات صفاء أو ذكريات وأساطير مشتركة، تتحول بعد فترة إلى ما يشبه اللجنة المنعقدة بشكل دائم. ومع هذا أرى أنه من الضروري أن يشترك الزوجان في نقط الانطلاق والمثاليات سلم الأولويات الأساسية، فالتعارض على هذا المستوى يولد توترات لا يمكن لمؤسسة الزواج تحملها)”
“وأعتقد أن النموذج الأكبر (نموذج النماذج إن صح التعبير) هو المفهوم الإسلامي لله وعلاقة الإنسان به، فالله ليس كمثله شيء ولكنه قريب يجيب دعوة الداعي (دون أن يحل فيه)، وهو مفارق تماما للكون (للطبيعة والتاريخ) متسامٍ عليهما، ولكنه لا يتركهما دون عدل أو رحمة، فهو أقرب إلينا من حبل الوريد (دون أن يجري في عروقنا). فثمة مسافة تفصل بين الإله والإنسان والطبيعة، تماماً مثل تلك التي تفصل بين الإنسان والطبيعة. وهذه المسافة حيز إنساني يتحرك الإنسان فيه بقدر كبير من الحرية والإرادة، فهي ضمان استقلال الإنسان عن الإرادة الإلهية بحيث يصبح الإنسان حراً ومسؤولاً من الناحية الأخلاقية، ويصبح له من ثمّ هوية مركبة محددة، ويصبح التاريخ الإنساني مجال حريته واختباره. (من هنا مركزية مفهوم "خاتم المرسلين" باعتباره وعداً من الله عز وجل بأن التاريخ، بعد اكتمال الوحي، هو رقعة الحرية). ولكن المسافة ليست هوّة تعني أن الإله قد هجر الإنسان وتركه في عالم الفوضى والمصادفة، فالله قد أرسل له وحياً في نص مقدس مكتوب، وهو قد كرم الإنسان واستخلفه، ولذا فإن الإنسان يحمل رسالة الإله في الأرض ويحمل الشرارة الإلهية داخله”
“علينا أن نكافح ضد نظام تعليمي معوق (ازداد سوءا وشراسة في الآونة الأخيرة). وحين نصل إلى الجامعة فهناك الأستاذة الذين يبذلون قصارى جهدهم لكي يفرضوا على الطالب آراءهم (التي اقتبسوها من كتب أجنبية)، وهناك المذكرات الحتمية والدروس الخصوصية التي جعلت من التعليم الجامعي "نكتة" باهظة التكاليف. ثم نصل إلى الدراسات العليا، فإن حل الطالب مشكلة التمويل فهناك الفقر في المكتبات، وهناك الأساتذة الذين يشرفون على عدد لا حصر له من الرسائل، بالإضافة إلى تفاصيل الحياة التي لا نهاية لها في مصر.”
“من المصريين الذين تعرفت عليهم في الولايات المتحدة الأمريكية وأعتز بصداقتهم الدكتور أشرف بيومي وزوجته د.سهير مرسي. فكلاهما أحرز مكانة علمية مرموقة، وقد سمعت أن الدكتور أشرف كان يعد من أهم ال "سبيكتروسكوبيست" في الولايات المتحدة. ولكنه مع هذا عاد هو وزوجته إلى مصر ليساهموا في بناء هذا الوطن، وهما من المصريين القلائل الذين فعلوا ذلك، فالإغراءات القوية في الولايات المتحدة، والإمكانات البحثية تغوي الكثيرين بالبقاء هناك، ثم يرجعون إلينا "خبراء أجانب" نحتفل بهم ونتوج رؤوسهم بأكاليل الغار، وننسى من ضحوا وعادوا بسبب التزامهم الوطني”