“و تتصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة. و نرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء. و خطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة. و من تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق. و من تهديد البغي إلى سلام النعيم. و من ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين.”

سيد قطب

Explore This Quote Further

Quote by سيد قطب: “و تتصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة. و نرى الموت… - Image 1

Similar quotes

“الشر حين يتمحض يحمل سبب هلاكه في ذاته؛ و البغي حين يتمرد لا يحتاج إلى من يدفعه من البشر؛ بل تتدخل يد القدرة و تأخذ بيد المستضعفين المعتدى عليهم، فتنقذهم و تستنقذ عناصر الخير فيهم، و تربيهم، و تجعلهم أئمة، و تجعلهم الوارثين.”


“(فاعبده و اصطبر لعبادته).. اعبده و اصطبر على تكاليف العبادة. و هي تكاليف الارتقاء إلى أفق المثول بين يدي المعبود، و الثبات في هذا المرتقى العالي. اعبده و احشد نفسك و عبئ طاقتك للقاء و التلقي في ذلك الأفق العلوي.. إنها مشقة. مشقة التجمع والاحتشاد و التجرد من كل شاغل، و من كل هاتف و من كل التفات.. و إنها مع المشقة للذة لا يعرفها إلا من ذاق. و لكنها لا تنال إلا بتلك المشقة، و إلا بالتجرد لها، و الاستغراق فيها، و التحفز لها بكل جارحة و خالجة. فهي لا تفشي سرها و لا تمنح عطرها إلا لمن يتجرد لها، و يفتح منافذ حسه و قلبه جميعاً.)فاعبده و اصطبر لعبادته).. و العبادة في الإسلام ليست مجرد الشعائر. إنما هي كل نشاط: كل حركة. كل خالجة. كل نية. كل اتجاه. و إنها لمشقة أن يتجه الإنسان في هذا كله إلى الله وحده دون سواه. مشقة تحتاج إلى الاصطبار. ليتوجه القلب في كل نشاط من نشاط الأرض إلى السماء. خالصاً من أوشاب الأرض و أوهاق الضرورات، و شهوات النفس، و مواضعات الحياة.إنه منهج حياة كامل، يعيش الإنسان وفقه، و هو يستشعر في كل صغيرة و كبيرة طوال الحياة أنه يتعبد الله؛ فيرتفع في نشاطه كله إلى أفق العبادة الطاهر الوضيء. و إنه لمنهج يحتاج إلى الصبر و الجهد و المعاناة.”


“و التعبير بالحياة و الموت بالقياس إلى الأرض تعبير يخيل أن الأرض كائن حيّ، يحيا و يموت. و إنها لكذلك في حقيقتها التي يصورها القرآن الكريم. فهذا الكون خليقة حية متعاطفة متجاوبة، مطيعة لربها خاضعة خاشعة، ملبية لأمره مسبحة عابدة. و الإنسان الذي يدب على هذا الكوكب الأرضي واحد من خلائق الله هذه، يسير معها في موكب واحد متجه إلى الله رب العالمين.”


“لقد تولت يد القدرة إدارة المعركة بين الإيمان و الطغيان فلم يتكلف أصحاب الإيمان فيها شيئاً سوى اتباع الوحي و السرى ليلاً. ذلك أن القوتين لم تكونا متكافئتين و لا متقاربتين في عالم الواقع.. موسى و قومه ضعاف مجردون من القوة، و فرعون و جنده يملكون القوة كلها. فلا سبيل إلى خوض معركة مادية أصلاً. هنا تولت يد القدرة إدارة المعركة. و لكن بعد أن اكتملت حقيقة الإيمان في نفوس الذين لا يملكون قوة سواها. بعد أن استعلن الإيمان في وجه الطغيان لا يخشاه و لا يرجوه؛ لا يرهب وعيده و لا يرغب في شيء مما في يده..يقول الطغيان: (فلأقطعن أيدكم و أرجلكم من خلاف و لأصلبنكم في جذوع النخل) فيقول الإيمان: (فاقض ماأنت قاض. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا).. عندما بلغت المعركة بين الإيمان و الطغيان في عالم القلب إلى هذا الحد تولت يد القدرة راية الحق لترفعها عالية، و تنكس راية الباطل بلا جهد من أهل الإيمان.”


“إنه لا جدوى من المحاولات الجزئية حين يفسد المجتمع كله و حين تطغى الجاهلية و حين يقوم المجتمع على غير منهج الله و حين يتخذ له شريعة غير سريعة الله، فينبغي حينئذ أن تبدأ المحاولة من الأساس و أن تنبت من الجذور و أن يكون الجهد و الجهاد لتقرير سلطان الله في الأرض.. و حين يستقر هذا السلطان يصبح الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر شيئا يرتكن إلى أساس”


“(إن الباطل كان زهوقا).. لأنه لا يحمل عناصر البقاء في ذاته، إنما يستمد حياته الموقوته من عوامل خارجية و أسناد غير طبيعية؛ فإذا تخلخلت تلك العوامل، و وهت هذه الأسناد تهاوى و انهار. فأما الحق فمن ذاته يستمد عناصر وجوده. و قد تقف ضده الأهواء و تقف ضده الظروف و يقف ضده السلطان.. و لكن ثباته و اطمئنانه يجعل له العقبى و يكفل له البقاء، لأنه من عند الله الذي جعل (الحق) من أسمائه و هو الحي الباقي الذي لا يزول.(إن الباطل كان زهوقا).. و من ورائه الشيطان، و من ورائه السلطان. و لكن وعد الله أصدق، و سلطان الله أقوى. و ما من مؤمن ذاق طعم الإيمان، إلا و ذاق معه حلاوة الوعد، و صدق العهد. و من أوفى بعهده من الله؟ و من أصدق من الله حديثاً؟”