“لم أعُـد فزِعَـاً من أيِّ شيء ؛ أعرفُ أصدقاء أقلّ شجاعةً مني ماتوا . فلم يُصَـبوا بشيء ! . ثُمَّ إنَ الموت ليس عيباً تقنياً في فكرتي أو نواياي تجاه الحياة ! لن يعايرني به أولادُ عَمّي أو زميلتي في الشُغل سأمكثُ ( هناكَ ) مثل نبتةٍ منزليةٍ أراقبُ ما يحدث بعينين لا تلمعان مثل رجلٍ سعيدٍ ليس فَزِعَـاً - بـعدَ موتهِ - من أيّ شيء لن ينتظر خبراً سيئاً بعدَ ذلك ! . لم أعد فَـزعاً .. ، لكنّي أخشى قليلاً أن أنظر مُصادفةً من فوق السماء الخفيفة فأراكِ عائدةً من موعدٍ عاطفيٍ مساء السبـــت ! .. وهذا ما قصدتُ حين قلتُ أنهم ماتوا ثُمَّ لم يُصَبوا بشيء !!”
“هكذا ؛ كـأنَّ لا شُغـل لي أنظـرُ في النوافذ : ( 1 ) امرأةُ تكتبُ شيئـاً ، وتخافُ أن تقـرأهُ فتنــام ! ثُمَّ تحلـمُ أنها كتبتـه ( 2 ) تقرأني امرأةٌ عاريــةٌ في نومِـها فيسقطُ اسمي في سُرّتهــا .. تهتزُُّ نافذتها مثلما خبطتها ريحٌ خفيفة ! أو كما يقعُ مــاءٌ على مـاء . ( 3 ) تخبّىءٌُ امرأةٌ اسمـاً غريبـاً تحتَ فِراشِهـا كأنَّــهُ آخر ما بقي من أساور أُمّـهــا ( 4 ) تفعلُ امرأةٌ كلَّ ما تفعلُ النســاء لتقعَ في الحبّ : تؤلّــفُ رجـلاً ثم تقتلهُ بسبب خطأ إملائيّ في ركبتهِ اليسرى ! .”
“حين ضَيَّعْنــا الوقتَ في الحُبّ ، خسرنــا أشياء ممتعةً ، كثيرة ، مثل :أن أراك معهُ مصادفةً فأقول يا للرجل المحظوظ ، أو ترينني معها وتقولين : يا الهي كم تنامُ سعيدةً ! أن أسمع اسمك في نميمة امرأتين تغاران منكِ ، فأقعُ في حبّهما ؛ إذ لا بدّ أن واحدةً منهمــا ستدلّني عليكِ !أن نتمنى / أن نجوع / أن نشتهي / أن نتألّم / أن يحكّ البردُ أقدامنا / أن نحلم كأي شخص يقرأ شعرا فيشتهي أن يكون هو بطل القصيدة / وأن نرسمَ شكلاً تقريبيـاً لشخصٍ مـا سنحبُّهُ آخر الأمرِ، وآخر العمر / أن نحلم بيومٍ لا شيء فيه ينقصُنــاوأن أطمئنني : في الغيب الآن شخصٌ ما يُنسجُ لـَـــكْ !.حين ضَيَّعْنـا الوقتَ في الحب ، خسرتُ متعةَ أن أظلّ أفكرُ : متى سأقعُ في الحب !..ولم يعد أحدٌ في الغيبِ يلزمُني”
“حين تتحدث عن الرجل الشرقي ؛ لا تكون المرأة ضـدّ السلطة الغاشمة من حيث المبدأ . لكنهــا تخوض كل هذه " النضالات " من أجل أن تكون هي السلطة الغاشمة !..وهكذا بعض التيارات " الثورية" العربية بعد سقوط أنظمتها ؛ حيث لم تكن القصة أنهـا ضد الفساد .. بل ضد حصّتهـا القليلة منـه !”
“إن تفقد إيمانك بشيء في لحظة ما,فهذا شيء طبيعي,يحدث,لكن المشكلة في أن ترجم أولئك الذين لا يزالوا, بعد,يؤمنون به.”
“الإنسان الذي يقتل لا ليسدّ الرمق كما يفعل أهل الصحراء، و لكنه يقتل من فرط الشبع، أو فلنقل من باب التسلية كما تفعلون أنتم، لن يشبعه شيء، و لن يقف في طريقه شيء إلّا ليعرضه للفناء.”
“الشيخ موسى على حق في كل شيء. لا يمل الشيخ من القول: "لا تودِع قلبك في مكان غير السماء، إذا أودعته عند مخلوق على الأرض طالته يد العباد وحرقته". والشيخ موسى لا يرهن قلبه. لم يرهنه قط. لم يتزوج ولم يلد ولم يربي قطعان الأغنام أو الإبل. ربما كان هذا هو سبب تحرره من الهم. لم يره غاضبا. ولم يره ضاحكا. ابتسامة واحدة، ثابتة، مطبوعة على شفتيه.”