“ولكن السحابة تسعى متثاقلة متباطئة في جدٍ مع ذلك و تصميم، وقد قَدّمت بين يديها نذرا لم تسمع لها مصر و لم تصغ إليها، وما تزال السحابة في سعيها تسبقها ظلمات، و تكتنفها ظلمات، و تتبعها ظلمات، حتى تبلغ وادي النيل فتطبق عليه إطباقاً؛ و إذا هي تحجب عنه الضوء، و تصدّ عنه النسيم، و تضطره إلى حياة فيها البؤس كل البؤس، و فيها الشقاء كل الشقاء، وفيها العودة إلى ذل كانت مصر قد برئت منه، و إلى خمول كانت مصر قد حطّت عن نفسها أثقاله، والى يأس كانت مصر قد فرجته عن نفسها تفريجا؛ و إذا نفوس تزهق، ودماء تراق، و آمال تُحطم، و عزائم تُفل، و قلوب يملؤها القنوط، و وجوه يغشيها العبوس، و ثغور كانت تبتسم فمُحِي عنها الابتسام محواً، و إذا حزن متصل و يأس مقيم، و إذا أمور مصر ليست إليها، و إذا هذه الأسباب التي كانت مصر تمدها موفقة إلى مجد جديد تقطع تقطيعا، و إذا السلاسل و الأغلال تفرض على هذا الشعب الذي كان قد حطم السلاسل و الأغلال”
“و تجار مصر يصدقون في كل ما يبيعونه و إذا كذب أحدهم على مشترى... فإنه يوضع على جمل, و يعطى جرساً بيده و يطوف به في المدينه و هو يدق الجرس, و ينادي قائلاً "قد كذبت و ها أنا أعاقب و كل من يقول الكذب فجزاؤه العقاب”
“نحن نعرف أشخاصاً واسعي المعرفة و بعيدين كل البعد عن الحكمة ، و أن الحكمة كثيراً ما تكون مطلوبة أكثر من المعرفة ، بل و إن كثرة المعرفة قد تؤدي هي نفسها إلى قلة الحكمة ، إذا كانت من نوع المعرفة التي "لا تنفع الناس" ، أو إذا أدت كثرتها إلى اختلاط الأمور أمام صاحبها فأضعفت قدرته على التمييز بين النافع و الضار.”
“إذا كانت أوروبا قد فصلت الدين عن المجتمع، فذلك لظروف تاريخية جعلت الكنيسة و على رأسها البابا هو الذى كان يسيطر على ملوك أوروبا و يتوجهم و يرسلهم بعيداً عن بلادهم فى الحروب الصليبية .. و لعل "العلمانية" كانت رد فعل للدولة "الدينية" هناك و تمشياً مع الثورة الفرنسية التى أطاحت بالنبلاء و رجال الدين معاً ..”
“إذا كانت هذه الأرض لنا بوعد الرب، فماذا عن ربهم هم؟ إذا كان ثمة إله في هذا الكون فهو واحد و للجميع، عادل و منصف و حكيم ، لا يمكن أن يأخذ أرض شعب ليعطيها لآخر. الإله لا يفعل ذلك. يتلبس نزعات مستعمر و يرسل جنوده يحتلون و يقتلون و يقمعون باسمه. الإله لا يفعل ذلك، لأنه إن فعل ، يكون قد ترك عرشه فوق الجميع و انضم للبشر..”
“نحن نعرف أشخاصاً واسعي المعرفة و بعيدين كل البعد عن الحكمة ، و أن الحكمة كثيراً ما تكون مطلوبة أكثر من المعرفة ، بل و إن كثرة المعرفة قد تؤدي هي نفسها إلى قلة الحكمة ، إذا كانت من نوع المعرفة التي "لا تنفع الناس" ، أو إذا أدت كثرتها إلى اختلاط الأمور أمام صاحبها فأضعفت قدرته على التمييز بين النافع و الضار.لا يمكن إذن في تحديد الهدف الاكتفاء بكم المعرفة بل لا بد من التطرق إلى نوعها .”