“كلُّ شخصٍ يسألُ عن الطريقةِ الصحيحةِ لتأليفِ كتاب، إنما يسألُ عن أمرٍ مُلتبس، فهذا السؤال ينتمي لفئة الأسئلة الضبابية ذات الإجابات المُحتملة والمشروطة.هذا السؤالُ على بساطته وبديهيةِ إجابته، إلا أنه مُهم، و يُسببُ الكثيرَ من المشاكل بالنسبة للأشخاص غير المتورطين في مملكةِ الحرف. لكن ثق بما أنك قد سألت هذا السؤال، أو حتى اهتممت بإجابته، فأنت تمتلكُ اهتماماً حقيقياً بالكتابة.تنبعُ أهميةً السؤال من كونه عتيقاً للغاية، ومن أهميةِ الأشخاص الذين حاولوا الإجابة عليه، فعددٌ لا بأسَ به من المؤلفين الكبار والأدباء قد أشبعوه إجابةً وملؤوه تنظيراً، ولكن السر الكبير الذي يدفعُ جزءً كبيراً من الناس لمعاودة سؤاله مراراً وتكراراً، هو تمنياتهم ورغباتهم السرية بأن تكون الإجابة على قدرِ المعطيات التي يملكونها، إنهم يُريدون تصريحاً خاصاً مُفصلاً على ظروفِ حياتهم، ومقاسِ إمكانياتهم المعرفية.حسناً في الحقيقة، لا يجبُ أن تمتلكَ أيَّ مُعطياتٍ إضافية باستثناء لغة تكتبُ بها، وفكرةً تكتبُ عنها، وأداة كتابة، سواء كانت قلماً، شاشة، أي أداة يمكنك بها إنجاز كتاب يتحدث عن فكرةٍ تعيشُ في رأسك، وربما بعض الطموح الذي يدفعك لإتقان ما تكتب. غير ذلك لا تحتاجُ إلى أي تصاريح، أو دورات خاصة، أو إمكانيات معرفية هائلة.لستَ بحاجة أن تكون أكاديمياً مثلاً، أو باحثاً، أو مُتخصصاً في شئ ما. فما دمت تعرف اللغة وتجيدُ استخدامها، يمكنك أن تنسج بها ما تشاء من مواضيع، وتصف ما يدور في رأسك من أفكار.كتابة الكتب، أمر أسهل مما يمكن تخيله، وبإمكان كل إنسان أن يكون مؤلفاً وكاتباً، لكن بالطبع، ليس بإمكان الجميع أن يكونوا عظماء، إلا من سعى لذلك وعانى من أجل الوصول.لكن، باختصار، لا تكتب كتاباً إذا كان الدافع أحد الأسباب التالية:1- لمجرد أن تكون كاتباً.2- لمجرد الشهرة.3- لمجرد سهولة الكتابة.4- لأنك تريد أن تثرثر، وتحتاج لمن يسمعك.”

محمد الشموتي

محمد الشموتي - “كلُّ شخصٍ يسألُ عن الطريقةِ الصحيحة...” 1

Similar quotes

“الأديب :إن كل تعاريف الأدب التي يتمسك بها الأكاديميون لا تهمني في شيء .. كل ما أثق به أن الأديب الحق هو من لديه القدرة على أن ينتزعك من غرفتك وأنت تقرأ له ؛ ليضعك في عوالمه الخاصة ..أو قد ينجح هو ببراعته في أن ينسرب إليك ويشكل جزءً من عالمك الخاص !”

أحمد صبري غباشي
Read more

“الكتابة ، بالنسبة إليّ هي هذا البحث السري الغامض من أجل أن نقول ما ننتظره . وقراءة هذه الكتابة هي كذلك بحث سري ، لا يُدرك من هذا الذي ننتظره إلا الشبح .كأننا ، كتاباً وقرّاء ، نبحث في النص الفني عما لا يمكن أن نجده ، أو كأننا نريد أن نبلغ ما لا يمكن بلوغه .”

أدونيس
Read more

“إذا كان صحيحًا أن اعتراف المرء بحيرته يشكل بداية الحكمة، فهذه حقيقة لا تتعدى كونها تعليقا بسيطا على حكمة إنسان العصور الحديثة. فنحن رغم الحسنات التي يتمتع بها تعليمنا العالي في المجال الأدبي، ورغم إعدادنا التربوي العام، قد فقدنا تلك الموهبة التي تجعلنا نعرب عن حيرتنا. إذ يفترض بكل الأمور أن تكون معروفة، إن لم يكن من قبلنا فمن قبل بعض الإختصاصيين الذين تقوم مهمتهم على معرفة ما لا قبل لنا بمعرفته. ذلك أن كون المرء في حيرة من أمره يعتبر دليلًا مزعجاً على الدونية الذهنية، حتى أن الأطفال بالذات نادرا ما يعربون عن دهشتهم، أو أنهم على الأصح يحاولون أن لا يعربوا عنها. وهكذا نأخذ كلما تقدمت بنا السن نفتقد شيئا فشيئا إلى ملكة الدهشة، بل نأخذ نعتبر أن إعطاء الجواب الصحيح أمر في غاية الأهمية، في حين أن طرح السؤال الصحيح لا يتخذ في نظرنا، في المقابل، إلا قيمة ثانوية”

إريك فروم
Read more

“إن أول خطوة في طريق بناء الذات ، هي أن نقوم دائماً بتقوية هذا الهاجس، أو الخوف الداخلي في ذواتنا من أن نسقط فريسة الاغتراب عن الذات وأعظم مصائب الاغتراب عن الذات عند مفكر ما هو التقليد، والتقليد يعني أن يسجن المرء نفسه في أطر حددت في غيبة منه وهذه الأطر يمكن أن تكون : 1.تقليدية : أي فرضت عليك قبل أن يوجد. وأولئك الذين وضعوا هذه التقاليد كانوا مبتكرين، لكنك تقبلها وأنت غريب عن ذاتك.2. حينما يسيطر عليك إحساس كاذب أنك قد تخلصت من السنن القديمة الموروثة. ومن الممكن ألا تكون قد اكتسبت هذا الخلاص بنفسك، بل يمكن أن تكون جاذبية التقليد لبعض الصيغ المسيطرة على العصر، أو القوى ذات الوزن الأعظم، أو القدرات الجبارة التي ركزت سيطرتها على العصر قد نقلتك من سجن التقاليد إلى سجنها هي وأنت تحس أن تغير السجن هو الخلاص، في حين أنك انتقلت من نوع من الاغتراب إلى نوع آخر.”

علي شريعتي
Read more

“يبدو أننا أحياناً نفضل أن ندور حول رغباتنا بدلاً من الاعتراف بها لأنفسنا والمجاهرة بها، حتى لا نتحمل في سبيل ذلك بعض العناء كضريبة ضرورية لنيل ما نريد ،أو لأننا نغمغم لأنفسنا بما نرغب ونترقب من الأقدار أن تهبه لنا بغير أن نبدو نحن ساعين إليه أو متلهفين عليه لأننا نخجل أن نجاهر به و-"الخياط العظيم لا يقص كثيراً " كما يقول المثل الصيني ،وإنما يمضي إلى هدفه المحدد بلا تردد فلا يقطع إلا ما يتطلبه تحقيق هذا الهدف أما نحن فإننا نقص في إتجاهات مختلفة وبعيدة عن الهدف الذي نتمناه صامتين وننتظر من يرغمنا على السعادة التي نعرفها ونريدها من أعماقنا”

عبد الوهاب مطاوع
Read more