“ كل ليلة ، تملأ ليلى كيس الوسادة بفستان ومنديل وزجاجة عطروجواز سفر ، تنام متوسدة فستاناً ومنديلاً وعطراً وجواز سفر ، تحلم به يجيء ويجدها في إنتظاره ”
“أتدري أين المشكلة ؟ المشكلة أنني أتذكر كل شيء! كل التفاصيل غير الحميمة : القبح والقيء و الهراء البشريّ ، أتنشق النتانة المتصاعدة، رائحة آمالٍ فطست وجثث حمائم متعفنة مركونة في زوايانا القصية، تلك البعيدة، تلك الباردة .. إجراءات السلامة تتكرر كالتراتيل المقدسة، توشوشُ في آذاننا بأن الحياة غالية ، والموت بسيط ! أفكر : إذا قرر الموت أن يجيء فليعضّ على خاصرتي أولاً !”
“سألت ليلى المرآة :- هل هذا وجهي أم وجهك؟أشاحت المرآة بوجهها عن ليلى ، و قالت والغصة تخنقها : - آه يا ليلى.. لقد تخليت عن وجهي منذ زمن، ولم يعد بوسعي إلا أن أكون إنعكاساً آنياً للآخرين .. فقد كنت أخاف ! ، أخاف أن أجئ أقل، أن أجئ أكثر، أن أكون غير كافية أو فائضة عن الحاجة، أخاف مني، من حقيقتي وحدودي، من حاجبي وأنفي وشفتي، كنت مستعدة لفعل أي شيء، إلا أن أكون أنا ! .. وهكذا كنت جديرة بالطرد من جسدي، وحلت عليّ اللعنة، وما ترينه فيّ يا ليلى، هو خوفكِ أنتِ .. منكِ ، أذكركِ به قبل أن تمسخكِ مخاوفكِ إلى مرآةٍ أخرى !”
“في كل مناسبة سعيدة , كانت ترسم وجهاً ضاحكاًعلى قصاصة ورق ,وتخبئ قصاصة الورق في قنينةزجاجية..وهكذا , مع كل مناسبة حزينة , كانت تفتح القنينةالزجاجية وتهزها في الهواء لتتساقط القصاصات علىرأسها كندف ثلج ويمتلئ الفضاء برنين الضحك القديم..”
“أحس بالألم في كل ما أراه, ما أشمه, وما أسمعه”
“فتحت ليلى الكتاب فوجدت غابة, تحسستها بأصابعها.. تنشقت عبقها و أغمضت عينيها طويلاً, طويلاً.ما زالوا يفتشون عن الفتاة التي اختفت داخل كتاب.”
“و كأنك تتكهن بالانشطارات الموجعة فى داخلى، اللافهم التام و العميق و الشامل ، اللافهم الذى يشل قدرتك على التفكير، فى لحظة يتجلى فيها العالم خلاف كل ما تفترضه ذهنيتك ،خلاف كل توقعاتك، خلاف كل ما بوسعك أن تؤمن به، خلاف الايمان و الولاء و الوفاء ، كل المشاعر الجميلة التى لا تحتاج إلى تبرير، مالها تبدو معك ضربا من الغباء؟”