“_ لا أصدق أحداً ، ولا أدعي الصدق لـ احد ، ابكي بعض الليالي ، ولكني أضحك كثيراً”
“الرعب الأكبر هو الوحشة ، كما لأونامونو ، حين أفقد الصلة مع الأنت ، كما للإنسان البدائى ، الذى يحب أن يخاطب الأنت . الحوار مع الله ، مع الحبيب ، مع الوهم - هو الهواء و الماء . ماذا أنا؟ مبتورة ، ناقصة ، أبحث عن مكملى فى الأنت . لا أنسى صداعى إلا على صوتك . كيف يكون الصوت موسيقى و رعداً و ريحاً و فحيحاً و جنة و غابات و ادغالاً ، أرى بأذنى و شفتى و احشائى و اطفو على بحار عميقة ساكنة فسيحة و تطلع الشمس حمراء و صفراء ، ينزف دماً على التلال و ذهباً على الأنهار و جسدى ماء و لهيب بصوتك و لذتك و شهوتك . ما أرعب الوحشة إذا انفطع الحوار - معك ، مع الله ، مع الوهم . لا أريد ذلك . و لكن لا أستطيع التنفس بدونه ، قفص ، زنزانة ، و عصفورة لا تغنى إلا اذا أحاطت بها جدرانك العالية الصماء ، و جسدى صراخ كالغناء ، كالموت كالرعب كالتيارات الجارفة . أسمع ضحكاً فى داخلى و لا أستطيع أن أضحك . سأفتح النافذة و أصيح للغيوم الراكضة .”
“أما وجه اميليا كان وجه من وجوه الجحيم ، كان يذكرني بالشر ، في العينين الزرقاوتين لمعة حادة تؤكد ما في الشفتين الكبيرتين من غدر صريح ، أنه وجه أقرب ما يكون إلى استدارة وجه الطفل مما يؤكد أنه غير وجهها الحقيقي . لأن في العينين والشفتين رغم ابتسامتها المستمرة ، صلابة وعنفاً فهي كأنها تقول : أن تأتمنني ! فـ على مسؤوليتك إذا كان لابد من مغامرة مع امراة فليكن وجهها وجه اميليا أنه وجه دنيوي ، أرضي ، فيه المكر الثعلبي الذي لا بد منه لـ امرأة مغامرة”
“ ...وهل للحديث عن ذلك من نهاية ؟ بعض الحديث وضعته، بشكل ما في رواياتي، وبعضه جعلته مبثوثاً في دراساتي وحواراتي. ولكن معظمه سيبقى في انتظار من له القدرة والصبر والحب لإستقرائه من أوراق ورسائل ومصادر أخرى لا حصر لها .. هذا إذا لم تبددها الزوابع، أو تغرقها السيول، فتبقى على نحو يمكن الدارس من الرجوع إليها، في يوم ما، في زمن قريب أو بعيد "27 شباط 1994”
“الفلسطينيون كلهم شعراء. بالفطرة. قد لا يكتبون شعرًا، ولكنهم شعراء، لأنهم عرفوا شيئين اثنين هامّين. جمال الطبيعة، والمأساة. ومن يجمع بين هذين، لا بد أن يكون شاعرًا.”
“لا أقول هذا الكلام تحريضا أو اثارة. لا لست على هذه الدرجة من الرعونة ، وما عدت بسذاجة صباي أعتبر نفسي نبيا أو قديسا عليه أن يبشر ويدعو .أنا انما فقدت الثقة ، وأوشك الآن أن أنسحب بهدوء من المسرح دون أن يحس بي أحد، ودون رغبة من أي نوع....”
“صعب جدًا ألا تقبل بأن تُخدع بشيء. تراهم كلهم يقفون وقفات الممثلين، يبشّرون ويفتّرون، ضحكاتهم ترن، وعياطهم يشق الآذان وتنخرط معهم كأنك واحد منهم: ولكنك تعلم أن وراء ذلك كله أنفسًا بحجم كف اليد، أو أصغر. حتى المحزونون منهم، يعجزون عن إقناعك. المحزونون هم الأمهات الثكالى فقط، والذين عرفوا التمزق في الجذور. أما الآخرون فيسبحون على الأغلب في مياههم الضحلة، مستسلمين "للموج" الذي يتخيلونه - ولو كان موجًا حقيقيًا لما اقتربوا منه بأكثر من ميلين اثنين. ولم الإقتراب من الأذى؟ ابعد عن الشر وغنِّ له. ابعد عن الحياة وغنِّ لها. الهريبة ثلثا المراجل. إذن فالتفاهم غير مهم، لأن التبادل يجري بين كميات مبهمة، مهملة، لا تفيد ولا تضر.”