“ذلك أن استمرار الشعور بالألم و تكرار الصدمات ، الواحده بعد الاخرى ، لابد أن يصيب المرء بشئ كالتبلد و فقدان الاحساس بالتدريج ، كوسيله لوقاية النفس من الانهيار التام ، و هو مابدأت ألاحظه على وجوه الناس فى الطريق ، وفى وسائل المواصلات العام ، و غلى الكتابات الصحفيه أيضا . شيئا فشيئا يبدو المصريون وكأنهم استسلموا لفكرة " لا شئ يهم "، "ولم يعد هناك مايمكن عمله" ، ولم تعد هناك فائده”
“ألا يجب أن نحترم حق الفنان في الإقتصار على التعبير عن نفسه بالطريقة التي خلقه الله للتعبير بها؟”
“و قد جرى بالفعل في عهد مبارك تقديم التنازلات لإسرائيل و الولايات المتحدة ( طبقاً للاتفاقيات التي سبق للسادات توقيها ) تنازلاً بعد آخر , كما بدأ يبيع الأصول المملوكة للدولة قصعة قطعة”
“من أكثر الكتب تأثيرًا في نفسي تلك التي "وجدت فيها نفسي"، أو التي اعطتني الحجج المنطقية أو الأسانيد التاريخية التي تدعم وجهة نظر كنت أتبناها قبل أن أشرع في قراءة الكتاب.قد يكون تفسير ذلك أن تغيير المرء لوجهة نظره ليس بالسهولة التي نظنّها عادةً، وأن وجهة النظر التي يتبناها المرء تنبع من مصادر لا علاقة قوية بينها وبين الحجج المنطقية والأسانيد التاريخية، وإنما تأتي هذا الحجج والأسانيد لتدعيم وجهة نظر تبنيناها من قبل، بناءًا على دوافع نفسية أو اجتماعية، أو لتدحض وجهة نظر كرهناها بناءًا على دوافع مماثلة.”
“لكن المصري أيضًا قد يزيد صبره عن الحد المقبول، فيقبل أكثر مما يجوز قبوله، وهو مجامل إلى حد الإفراط، وكثيرًا ما يفضل السكوت على الجهر بالحق طلبًا للسلامة أو كرهًا للعنف، وهو قليل الثقة بقدرته على تغيير الأمور وإصلاح ما فسد، يسرع إلى التسليم باستحالة الإصلاح وإلى الاعتقاد بأن الأمور ستظل على الأرجح على ما هي عليه مهما بذل من جهد، قانع أحيانًا إلى درجة فقدان الهمة، متسامح أحيانًا إلى درجة تجافي الشجاعة.”
“كنت دائمًا ، ولا أزال، أعتقد أن الموقف الفكري الذي يتخذه المرء يتحدد إلى حد كبير بمزاجه الشخصي وميوله الدفينة، وأننا نبالغ في الظن بأن الموقف الفكري والعقائدي لشخص ما هو في الأساس نتيجة لتفكير عقلاني بارد، ومقارعة الحجة بالحجة، ومقارنة موضوعية رصينة بين ما للرأي وما عليه، بل هو على الأرجح، وفي التحليل الأخير، نتاج المزاج والأهواء والميول الشخصية. ليس معنى هذا أن المرء منّا ليس قابلًا أبدًا لتغيير رأيه وموقفه بناءًا على اقتناع بما لم يكن مقتنعًا به، أو مواجهته لحجج جديدة، أو اطلاعه على أدلة لم يكن على دراية بها، فكلنا يغيّر رأيه أحيانًا ويقتنع برأي جديد، ولكن هذا لا ينفي، فيما أري، أن مجمل عقيدة المرء وموقفه الفكري بوجه عام، واتجاه تفكيره وولائه، تتأثر إلى حد كبير، وربما في المقام الأول، بهذا الذي نسميه بالمزاج أو الميل الطبيعي.”