“ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها حتى يرسل الله -عز وجل- عليه الملائكة تؤزّه إليها أزّاً، وتحرّضه عليها، وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها. فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه والأرض بما رحبت، وأحس نفسه أنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه. ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها، حتى يرسل الله عليه الشياطين تؤزّه إليها أزّاً .”
“إن المعاصي تزرع أمثالها ، ويولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها .. حتى تصير هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة ، ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه ، وضاق صدره حتى يعاودها ، حتى إن كثيراً من الفسَّاق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ، ولا داعية إليها إلا لما يجده من الألم بمفارقتها”
“كما جعل (الله) أهل طاعته أكرم خلقه عليه, و أهل معصيته أهون خلقه عليه...وكلما عمل (العبد) طاعة ارتفع بها درجة, ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلين”
“قيل إذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصّره بعيوب نفسه”
“قيل : إذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصّره بعيوب نفسه”
“يا شقاء الإنسان وويله ! إذ يرسل الله على قلبه شعاع الرحمة والإيمان ةيأبى من غلبت عليه شقاوته إلا أن يضرم من هذا الشعاع الإلهي ناراً يُنضج بها غذاء شهوته ويطيبه ولا يزال يحتطب لها من كُل خبث جاف حتى تراه كأنه قدر تئز أزيزاً وكأنه في باطنه شظية من جهنم يسطع وهجها في عينيه”