“كان الصبر هو صبر المواجهة ، صبر التحدي ، صبر التغيير ، صبر أولي العزم من الرسل الذين غيروا وكافحوا وجاهدوا وتركوا بصمات بل آثارا لا تنسى على وجه الحضارة الإنسانية..إنه صبر الفعل والمفاعلة والتفعيل.. الصبر على ذلك كله وفي أثناء ذلك كله..إنه الصبر البناء.. الذي يبني الفرد والأمة.”
“لكن مع الرؤية السائدة، وبسبب الموقف الغامض من القدر لم يعد الصبر تلك الوسيلة الفعالة للتغيير، على العكس لقد صار أداة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، صار مجرد وسيلة للتحمل، أداة تسكين وتخفيف للألم مع أقل قدر ممكن من التشكي والتضجر.إنه صبر المفعول بهم لا صبر الفاعلين الذين غيروا العالم، إنه الصبر الذي يشبه نبتة أخرى، ليسة نبتة الصبار بل الأفيون، الصبر المخدر الذي يعلقه الناس ليجتروا حياتهم بكل آلامها ومعاناتها، ومظاهر سلبياتها، يحتاجه الناس لكي يتعايشوا مع واقعهم المرير - الذي لا يملكون تغييره - ولا حتى يفكرون بتغييره.إنه ليس الصبر على التغيير والتحدي، بل الصبر عن التغيير وعن التحدي وعن المواجهة، إنه الصبر المرادف للإنتظار المجرد، الإنتظار الفارغ من أي أمل أو أي رغبة في كسر هذا الفراغ، انتظار الأشرعة المكسورة لكل ما قد تأتي به السفن، الإنتظار الذي قد يكون مفتاحاً للفرج!إنه الصبر الذي صار جزءاً من عاداتنا وتقاليدنا وسلوكياتنا .. من أمثالنا وأعرافنا، صار لصيقاً بنا في كل مفردات حياتنا: حتى في الأغاني! لو فتحنا أي مذياع على أي محطة إذاعية وأستمعنا للبث المباشر وطلبات الأغاني لوجدنا مفردة الصبر تتكرر بنسبة مذهلة: إنه صبر العاشقين الذي لا يعني أكثر من كونهم محرومين وينتظرون! ليس أكثر من حبة مسكنة للألم أو فاليوم مهدئ وربما أحياناً تصل الجرعة منه إلى الأفيون.ذلك هو الحاصل النهائي لمفهوم الصبر بعد أن تم الترسيم والتنظير الإيديولوجي لتخلية الإنسان من مسؤولية أفعاله وإرادته.”
“إنه صبر المثابرة إذن والدأب, وليس صبر الانتظار المرادف لليأس .. إنه صبر العاملين وليس صبر العاطلين عن العمل .. إنه صبر الإصرار وليس صبر الاستسلام ..”
“(يأيها الذين أمنو أستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)مفهوم الصبر هنا في هذا السياق له دلالته المهمة, فنبتة الصبار هي تلك النبتة التي تتحدى الجدب والعطش والموت لتقتنص فرص الحياة وتحقق عبر صمودها أقوى أمثلة الإيجابية ..أنه صبر المثابرة إذن والدأب , وليس صبر الانتظار المرادف لليأس..أنه صبر العاملين وليس صبر العاطلين عن العمل .. إنه صبر الإصرار وليس صبر الاستسلام ..”
“الصبر عايزله صبر تاني يقوّينا عليه !”
“صبر الفاعلين هو صبر المصرّين على انتزاع معنى جديد للحياة.”