“فقد الذاكرة دهرانسى ربه الذى خلقهبارز بالمعاصى الذى نفخ فيه من روحهأعلن الحرب على من أسجد له ملائكتهإلى أن ذهب إلى هناك ووقع بصره على البيتفدبت فيه الحياةو سعى بين الصفا والمروةفأتعب شيطانه واخزاهوثارت نار الشوق والهوى حين زار مصطفاهتحرر من الأسر وكسر القيدوعاد أخيرا وهو يبكى من الفرحإلى رحاب مولاه”
“الإحسان هو أن تصنع عالما أحسن من الذى ولدت فيه”
“اعتبرت ذلك اليوم الذى قابلت فيه الأستاذ أحمد إبراهيم أبوغالى بعد سبعة وعشرين عاما من الانقطاع هديه أرسلها الله لى، فأنت حين ترى من تحبهم لا تراهم وحدهم، ولكنك ترى الزمن الذى عشت فيه معهم،بأحداثه و أشخاصه وشبابه وحيويته، لذلك فإن آلة الزمن الحقيقية التى من شأنها أن تنقلك إلى أزمان أخرى هى أن تقابل من انقطعت عنهم منذ سنوات طويلة”
“كان فى صوته طعم العبادة حين تجىء فى الوقت الذى احتاج إليها بشدة، صوت عميق...رقيق، فيه نغمة اجراس كنيسة مدينتنا...فيه مزيج من جلجلة و سكون أربكنى...فيه نَفَسُه الذى حفزنى...فيه ايامه التى رافقته طويلاً...تاركة بصمة من هلاكها عليه...”
“إن الرجل الذى يرى فى الله عوضا عن كل فائت، ينظر إلى عرض الدنيا وشئون الأقربين والأبعدين نظرة خاصة، نظرة من يحكم عليها من أعلى، لا من تتحكم فيه وهو دونها أو وراءها...!!”
“أن من التائبين من يعود إلى أرفع من درجته، ومنهم من يعود إلى مثل درجته، ومنهم من لا يصل إلى درجته...وهذا بحسب قوة التوبة وكمالها، وما أحدثته المعصية للعبد من الذل والخضوع والإنابة، والحذر والخوف من الله، والبكاء من خشية الله، فقد تقوى هذه الأمور، حتى يعود التائب إلى أرفع من درجته، ويصير بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة، فهذا قد تكون الخطيئة في حقه رحمة، فإنها نفت عنه داء العجب، وخلصته من ثقته بنفسه وإدلاله بأعماله، ووضعت خد ضراعته وذله وانكساره على عتبة باب سيده ومولاه، وعرفته قدره، وأشهدته فقره وضرورته إلى حفظ مولاه له، وإلى عفوه عنه ومغفرته له، وأخرجت من قلبه صولة الطاعة، وكسرت أنفه من أن يشمخ بها أو يتكبر بها، أو يرى نفسه بها خيرا من غيره، وأوقفته بين يدي ربه موقف الخطائين المذنبين، ناكس الرأس بين يدي ربه، مستحيا خائفا منه وجلا، محتقرا لطاعته مستعظما لمعصيته، عرف نفسه بالنقص والذم.”