“أين كنت مختبئا عني كل هذا الزمن؟”
“من أين أبدأ هذا الخوف ؟ من أين أبدأ هذا الجنون ؟ و كيف أدخل ضبابك الكثيف وغموضك المذهل ؟”
“من أين يأتي كل هذا النحيب وهذه الأصوات التي تنحدر بي نحو مهاوي الفقدان؟ من أين يأتي كل هذا الكم من اليأس والخيبات المتتالية؟”
“أشكّ في كل شيء . . ولهذا عندما اخترتك كنت اختبر يقيني الذي لم يخدعني مثلما خدعني الآخرون .. فعندما يكون الشك مرادفاً للحب ..ويكون الحب مرادفاً للصدفة .. الأجدى لنا أن ننسحب قبل أن يدركنا قبح الأشياء !”
“الزمن تغيّر رأساً على عقب يا يمَّا .. ويبدو أنَّ عظماء هذا الزمن صغارا في الأصل, ولا يُنتظر منهم ما يُعيد التوازن لأرض أصبحت اليوم تميد في كلّ الاتجاهات.”
“كنت مثل الآن تماما، أبحث عنكِ بشغف وقلق، فتزدادين بعدًا وحزنا كلما اقتربت منك، لكن أنينك الذي لا يموت، كان رويدًا، رويدًا يأتيني مع أولى نسائم هذا الفجر الشتوي البارد، يتزاحم كموجات تلاحقها نسائم الربيع وتهدهدها واحدة واحدة، لأنك كنت هنا... قريبة جدًا.ههنا تمامًا، بين النبضة والنبضة، في العمق اللامرئي للقلب المتعب.”