“من سيبقى واقفاً في الطابور، إذن؟ منتوفو الريش، ((المسحوقون)) كما يقول الأدباء الواقعيون، وضعاف الأبدان والعجزة وقصار اللسان. أليس هذا، بالفعل، مصير كل طابور في العالم الثالث؟ وهل رأيت، عزيزي القارئ في حياتك كلّها عظيماً أو كبيراً أو مصارعاً يقف في طابور؟ بل هل رأيت شخصاً يعرفه الموظف واقفاً في طابور؟وتذكرتُ، وضحكتُ، أنني في بداية عهدي بالواجاهة الوظيفية من سنوات كنت حريصاً غاية الحرص علي الوقوف بهذه الطوابير. ربما كان ذلك بدافع الرغبة في بدأ سابقة نافعة، وربما كان السبب نزعة خفيَّة في تعذيب الذات. وربما كان السبب هو ((الغرور العكسي))، والغرور العكسي هو أن تعمل عكس ما يفعله المغرورون عادة (ومن أمثلة ذلك أن تكون بليونيراً، وتتنقل في سيارة يابانية صغيرة، وتستخدم ساعة قيمتها خمسون ريالاً، وترتدي ((نعال زنوبة)) ).”
“الناس يدركون في وقت مبكر جداً مبرر وجودهم وربما كان هذا بالذات هو السبب في أنهم يتخلون عنه مبكراً جداً أيضاً، ولكن هذا هو حال العالم.”
“التعصب السلفي يتمثل في تعريف عقيدة دينية أو سياسية أو غير ذلك في الشكل والإطار الثقافني أو الذاتي الذي كان لها في فترة زمنية سابقة من تاريخها, وربطها بهذه الفترة الزمنية, أي هو الاعتقاد بحقيقة مطلقة ثم فرضها.”
“من هو أول سجين في التاريخ ؟ من الذي اخترع السجن ؟ .. كيف كان شكل السجين الأول ؟.. هل هناك سجين واحد في كل العالم .. في كل الأزمان .. في كل السجون .. قضى في السجن عاماً واحداً أو أكثر .. ثم عندما يخرج .. يكون هو .. هو ؟ !”
“من هو أول سجين في التاريخ؟ من الذي اخترع السجن؟ ... كيف كان شكل السجن الأول؟ هل هناك سجين واحد في كل العالم، في كل الأزمان، في كل السجون، قضى في السجن عاماً واحداً أو أكثر، ثم عندما يخرج يكون هو...هو؟”
“هذا هو أسلوبي في الحب ، التقطير قليلاً ،والإحتفاظ بالحد الأقصى لبعض المناسبات الكبيرة فقط . وربما كان السبب في ذلك هو أن لدي هوس في التدرج. لأني إذا كنت سأظهر كل ما لدي دفعة واحدة ، فماذا سأترك لتلك اللحظات الكبرى ( وهناك أربع أو خمس لحظات كهذه في حياه كل فرد ) وبأي شيء سيواجه أحدنا منصبه إلى القلب وكل ما فيه ؟ ثم إن حفيظتي تثور أمام التكلف ، والتكلف في نظري هو ذاك الأمر بالذات : الماضي دائماً والقلب محمول على على راحة اليد. فماذا يبقى لمن يبكي كل يوم عندما تحل به فجيعةٌ كبرى، واحدة من الفجائع التي تحتاج إلى أقصى ما لدينا من القدرة ؟”