“ الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً ، التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محققين ”
“ صفة الاستبداد كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة أو الوراثة، تشمل أيضاً الحاكم الفرد المقيد المنتخب متى كان غير مسؤول , وتشمل حكومة الجمع ولو منتخباً ”
“ إنه ما من مستبد سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله ، أو تعطيه مقام ذي علاقة مع الله ولا أقلّ أن يتخذ بطانة من خدمة الدين يعينونه على ظلم الناس باسم الله وأقل ما يعينون به الاستبداد تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضاً ”
“الأمّة الّتي لا يشعر كلّها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحقّ الحرّيّة. الاستبداد لا يُقاوم بالشّدّة إنّما يُقاوم باللّين والتّدرّج. يجب قبل مقاومة الاستبداد تهيئة ماذا يُستبدل به الاستبداد.”
“و أشد مراتب الإستبداد التي يُتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق ، الوارث للعرش ، القائد للجيش ، الحائز على سلطة دينية. ولنا أن نقول كلما قل وصف من هذه الأوصاف خف الإستبداد إلى أن ينتهي بالحاكم المنتخب المؤقت المسئول فعلاً. وكذلك يخف الإستبداد طبعاً كلما قل عدد نفوس الرعية و قل الإرتباط بالأملاك الثابتة و قل التفاوت في الثروة وكلما ترقى الشعب في المعارف.”
“الحرية التي تنفع الامة هي التي تحصل عليها بعد الاستعداد لقبولها، وأما التي تحصل على أثر ثورة حمقاء فقلما تفيد شيئا، لان الثورة-غالبا- تكتفى بقطع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث ان تنبت وتنموا وتعود أقوى مما كانت اولا”
“فالقاتل، مثلاً، لا يستنكر شنيعته في المرّة الثّانية كما استقبحها من نفسه في الأولى، وهكذا يخفّ الجرم في وهمه، حتّى يصل إلى درجة التّلذّذ بالقتل كأنّه حقّ طبيعيّ له، كما هي حال الجبّارين وغالب السّياسيّين، الّذين لا ترتجّ في أفئدتهم عاطفة رحمة عند قتلهم أفرادًا أو أممًا لغايتهم السّياسيّة، إهراقًا بالسّيف أو إزهاقًا بالقلم، ولا فرق بين القتل بقطع الأوداج وبين الإماتة بإيراث الشّقاء غير التّسريع والإبطاء.”