“خُصْلَةُ الشَّعْـرِ التي أَعْطَيْتِنِيهَاعِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْلَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَاوَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ***خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّيمُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الغَالِي الثَّمِينْفَإِذَا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّيبَعْدَ أَنْ مَنَّيْتِنِـي عَشْرَ سِنِيـنْأَحْمَـدُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّيإِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْرَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي .. رَاجِعِيهَافَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْوَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَاإِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ***هَيْكَلُ الحُـبِّ تَدَاعَى وَتَرَامَىتَارِكَاً لِلْعَيْـنِ أَطْلالَ الوَفَـاءْكُتُبَاً تُوقِـظُ فِي قَلْبِي الهِيَامَاكُلَّمَا نَامَ عَلَى ذِكْـرِ الجَفَـاءْإِنَّنِي أَرْنُـو إِلِى الخَطِّ احْتِرَامَافَأَرَى فِي الخَطِّ أَنْقَاضَ الرَّجَاءْوَأَرَى الأَسْطُـرَ آثَارَاً تَقِيهَاغَيْرَتِي الشَّمَّاءُ مِنْ عَبَثِ العُصُورْوَأَرَى الحِبْرَ وَقَدْ جَـفَّ شَبِيهَابِدَمٍ جَفَّ عَلَى بَعْضِ الصُّخُورْ***وَأَرَى فِيمَا أَرَى شَكْـلاً فَظِيعَاخُصْلَـةَ الشَّعْرِ أَرَاهَا فَإِخَالْجُثَّـةَ الحُبِّ وَقَدْ خَـرَّ صَرِيعَاتَحْتَ أَنْقَاضٍ عَلَيْهَا الدَّمْعُ سَالْفَيَفِيض القَلْبُ مِنْ عَيْنِي دُمُوعَاوَتَرُوح الرُّوحُ عَنْ دُنْيَا الضَّلالْتِلْكَ آثَـارُ هَوَانَا فَانْظُـرِيهَاتَعْلَمِي مَاذَا جَنَى ذَاكَ الغُـرُورْوَدُمُـوعٌ صُنْتِهَا لا تَذْرِفِيهَالَيْسَ يَمْحُو جُرْمَكِ الدَّمْعُ الغَزِيرْ***رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِوَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْلَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِفَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْلَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِيلَمْسَ هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْإِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَامِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْفَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَالا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ***هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَاهِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْهِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَىهِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْأَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَاأَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْلَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَاعَسَلاً ، وَالخَلّ فِي القَلْبِ يَفُورْقَد وَفَتْنِـي ، وَأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَافَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ***كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَاوَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْتَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي صَدْرِي الجَنَانَافَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْفَإِذَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَاوَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْنَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَاقُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْفَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَاوَيَزُول اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ”
“لَمْ أَجِدْ أَعْظَمَ مِنَ الدِّيْنِ ثُمَّ الحُبِّ فِي تَحْسِيْنِ السُّلُوكِ وَتَهْذِيْبِ الأَخْلاَقِ”
“الفَضِيحَةُ ؛ هِيَ كُلُّ مَا مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَئِدَ فَتَاةً فِي الشَّرْقِ .. !!”
“لَمْ يَعُدْ فِي الشِّعْرِ مُتَّسَعٌ لِلَيْلَى وَ البِشَارَةِ وَ البُكَاءِ عَلَى الطُّلُولْ .فلِمَنْ نَقُولُ :(عِمِي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَ اِسْلَمِي) .. ؟!لاَ لَمْ يَعُدْ فِي الدَّارِ غَيْرُ الشَّكِّ ...”
“فَكَمْ قُبْلَةٍ، يَا لَيْلَ، فِي مَيْعَةِ الصِّبَاوَ قَبْلَ الهَوَى ليْسَتْ بِذَاتِ معَانِأَخَذْنَا وَأَعْطَيْنَا إذْ البَهْمُ تَرْتَعِيوَ إذْ نَحْنُ خَلْفَ البَهْمِ مَسْتَتِرانِوَ لَمْ نَكُ نَدْري يَوْمَ ذلِكَ مَا الهَوَىوَ لا مَا يَعُودُ القَلْبَ منْ خَفَقَانِمُنَى النفْسِ لَيْلى، قَرِّبي فَاكِ مِنْ فَمِيكَمَا لَفَّ مِنْقارَيْهِمَا غَرِدَنِنَذُقْ قُبْلَةً لاَ يُعْرَفُ البُؤْسَ بَعْدَهَاوَ لا السُّقْمَ رُوْحَانَا وَلاَ الجَسَدَانِفَكُلُّ نَعِيْمٍ فِي الحَيَاةِ وَغِبْطَةٍعَلى شَفَتَيْنا حِيْنَ يَلْتَقِيَانِوَيَخْفُقُ صَدْرَانَا خُفُوْقَاً كَأنَّمَامَعَ القَلْبِ قَلْبٌ فِي الجَوانِحِ ثَانِي”
“اَلْجَمَال عَمَل حَقِيقِيّ فِي جَوْهَر اَلنَّفْس يَصْقُل مَعْدِنهَا وَيَذْهَب كَدُرِّهَا وَيَرْفَع خَصَائِصهَا وَيَعْصِمهَا مِنْ مزالق اَلشَّرّ وَيُنْقِذهَا مِنْ خَوَاطِر اَلسُّوء ثُمَّ يَبْعَثهَا فِي اَلْحَيَاة كَمَا تَنْبَعِث اَلنَّسَمَة اَللَّطِيفَة مِنْ وقدة اَلصَّيْف أَوْ اَلشُّعَاع اَلدَّافِئ فِي سبرة اَلشِّتَاء .”
“فَالنَّفْس اَلْمُخْتَلَّة تُثِير اَلْفَوْضَى فِي أَحْكَم اَلنُّظُم , تَسْتَطِيع اَلنَّفَاذ مِنْهُ إِلَى أَغْرَاضهَا اَلدَّنِيئَة . وَالنَّفْس اَلْكَرِيمَة تُرَقِّع اَلْفُتُوق فِي اَلْأَحْوَال اَلْمُخْتَلَّة , وَيُشْرِق نُبْلهَا مِنْ دَاخِلهَا , فَتُحْسِن اَلتَّصَرُّف وَالْمُسَيَّر وَسَط اَلْأَنْوَاء وَالْأَعَاصِير . إِنَّ اَلْقَاضِي اَلنَّزِيه يُكْمِل بِعَدْلِهِ نَقَصَ اَلْقَانُون اَلَّذِي يَحْكُم بِهِ , أَمَّا اَلْقَاضِي اَلْجَائِر فَهُوَ يَسْتَطِيع اَلْمَيْل بِالنُّصُوصِ اَلْمُسْتَقِيمَة . وَكَذَلِكَ نَفْس اَلْإِنْسَان حِين تُوَاجِه مَا فِي اَلدُّنْيَا مِنْ تَيَّارَات وَأَفْكَار , وَرَغَبَات وَمَصَالِح .”