“إن العبقري النادر هو الذي يجمع بين العقل والجنون، وبين السعي والكسل، وبين الإرادة واللامبالاة ونود الآن أن نقول إضافة إلى ذلك : أنه يتصف بالتفكير الفطري والمدني معاً. وربما صح القول: بأن العبقرية هي اجتماع النقائض في شخصية واحدة”
“ربما صح القول بأن العبقرية هي اجتماع النقائض في شخصية واحدة.~”
“نحن نعرف أن العواطف عمياء , وميالة إلى التطرف , وإن العقل المثقف هو الذي يبقيها في الحيز الإيجابي , ويحول بينها وبين أن تكون طريقا للغلو والانتقام ”
“والمتعين أن نقول: إنه لا داعي إلى مثل هذا التفصيل، وإن الأمر هو أمر لفظي، أما قبل أن يكون لفظياً.. فلا يمكن أن يوسف بشيء، وهذا الذي عيه أكثر السلف، وأن القرآن هو كلام الله جلّ وعلا، لا نفرق بين نفسي وغير نفسي، بل نقول: كلام الله كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وبالتالي لا ندخل في متاهة الفرق بين الملفوظ والمسموع، وبين القائم بالذات ( النفس ) وبين غيره”
“رأى الفيلسوف "كانت" مدى العقبات التي تعترض طريق الأخلاق إذا اعتمدت على الضمير الفردي كمصدر فريد .. وشعر أنه لا بد من اللجوء إلى سلطة عليا تفصل في الأمر ... واعتقد أنه وجدها في العقل في صورته الصافية المجردة برغم اعترافه بعجز العقل عن التوصل إلى تحديد الواجبات الإنسانية، وسوف نرى عدم كفاية هذه السلطة في القيام بهذه المهمة.إذن الناس في حاجة إلى قاعدة صالحة للتطبيق على فطرتهم .. فأين يجدون هذا النور الذي يهدي الضمائر .. ويخلصها من الظلام .. ومن الشكوك؟ ليس هناك سوى إجابة واحدة تفرض نفسها. إذ لا يوجد من يعرف مادة الروح وقانون سموها وكمالها سوى خالقها .. {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الملك: 14)، فمن ذلك النور اللانهائي التمس نوري، وإلى ذلك الضمير الأخلاقي المطلق أتوجه لهداية ضميري.فبدلا من أن نقول "العقل المحض" نقول "العقل العلوي"، وبدلا من الاستناد إلى تجريد ذهني تصوري، نلجأ إلى "الحي القيوم العليم الخبير" .. إلى "العقل الإلهي" فنور الوحي وحده هو الذي يتمم نور الفطرة، لأن الشرع الإلهي الإيجابي هو الذي يكمل القانون الأخلاقي الفطري المغروس في النفوس...”
“إن السعي إلى حصر المعنى أو القول بأن الطريق إلى الحق واحد ، إنما ينشأ عندما تتحول التأويلات إلى مذاهب بل إلى معتقدات ، وعندما تصبح المهمة الأولى للعقل مهمة دفاعية وحجاجية ، أي عندما يتحول العقل إلى منظومة مغلقة لا تنتج إلاّ مقدماتها . وهذه هي خاصية العقل الأيدلوجي”