“خرجتُ إلى الشارع بخطوات ثابتة، شعرتُ بأنّ شيئاً قد حرّر قدميّ من القيود...ما أجمل هذه الليلة ...! الجو هادئ، و السّماء تعكس على صفـحاتها صفاء قلبيو هناك بين النجوم المبعثرة تلمع آمالي، فتشقُّ لحياتي آفاقاً جديدة”
“إن الإسلام اليوم ينبثق من ظروف طاحنة ويولد من تناقضات مهلكة .. ولكنه سيكون أعمق وأكثر ثراءً من إسلام الأمس لأنه سيحتوي على تطور ألف عام من المجتمعات والمعارف والعلوم والفتن والمكاره ..إنه خطوة إلى الأمام عبر نقلة هائلة من البداوة الأولى في قريش إلى حضارة الكمبيوتر والليزر والأقمار الصناعية .. و مثل هذه النقلة تحتاج إلى زعامات مرنة وعقول متطورة و معارف موسوعية لتقدم إلى العالم إسلاماً مستوعباً يضم كل الأجناس في عباءته..و على من يريد أن يخرج بالإسلام إلى العالم أن يخرج به من هذه الدهاليز و يتحرر من هذه الزنزانة ويحطم هذه القيود ويجلو الصدأ الذي ران على العقول ليتألق من جديد صفاء التوحيد وجلال وعمق كلمة " لا إله إلا الله ..”
“جلس سعيد على الشاطئ، كانت السّماء صافية مرصعة بآلاف النجوم. راح يتطلع إليها وقد تذكر ما قاله عمَّار له وهو طفل صغير " هذه النجوم في السماء هي أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق ونورها شوق الوصل والتلاقي " قال له عمَّار: إن السّماء رحبة ورحيمة لا تترك إنساناً وحده في العراء بل تضم الغريب تحت سقفها وتؤنس وحشته بأهِلّه النجوم، إن نظر إليهم رآهم، وهم يصاحبونه حتى وهو يمشي وعيناه مثبتتان على الأرض.فهل يمكن أن يجد محموداً بين كل هذه النجوم، راح سعيد ينتقل بعينيه من نجم إلى نجم يقول: هذا محمود ثم يقول: ليس هذا محموداً فيرحل إلى نجم آخر ويتطلع فيه محدّقاً، وحين كاد سعيد يستسلم لليأس ويمضي وجده. ولما وجده بكى حتى اختلطت دموعه برذاذ البحر على وجنته.”
“و كأنه يمكن أن تكون هناك حرب فعلا بين جيش جرار يملك أحدث الطائرات و يلقى أفتك القنابل من الجو و من البحر على مدينة يحاصرها و لا تملك طائرة واحدة ولا جيشا ولا أسطولا”
“إن التجربة ما تعترف الماركسية ، تعكس ظواهر الأشياء ، و لا تكشف عن جوهرها و قوانينها الداخلية التي تهيمن على تلك الظواهر و تنسقها ، و مهما كررنا التجربة و أعدنا التطبيق العملي فسوف لا نحصل - على أفضل تقدير - إلا على أعداد جديدة من الظواهر السطحية المنفصلة.”
“و لكن وا أسفاه! عندما نبلغ مقصودنا ويتحول ما كان بعيداً"هناك"إلى ما هو حاضرٌ "هنا" اذا بكل شئ و قد تغير, واذا بنا على ما كنا فيه من فاقة و صيق , و اذا أرواحنا لهفانة متعطشة لم تزل إلى السعادة التي لا تنال”