“عندما كنت في قريتي الصغيرة، كنا نسكن داراً متواضعة. كانت صغيرة على عددنا الكبير. لكننا أحببناها. عرض مستثمر أن يشتريها ليضمّها إلى أرض أخرى بجوارها من أجل مشروع تجاري، ولكن والدي رفض أن يبيع رغم حاجتنا إلى المال ودار أكبر منها. فقد كانت عزيزة عليه. عندما توفّّيت أمّي بدأ أبي يكره الدار لأنها تذكره بها فراحت أعراض غريبة تظهر لم نألفها من قبل، فتارة ينكسر باب، وتارة تتحطّم نافذة. حتى المياة بدأت تتسرب هنا وهناك هل تعلمين لماذا؟ لم تكن الدار قد هرمت، بل إنها بدأت تكره أبي كما بدأ هو يكرههاأفتاب الحارس -”
“يوما فيوم بدأت تلاحظ أشيا لم تكن تراها من قبل .. لاحظت انها فقط كانت تقترب منك دائما في لحظات ابتعاد الجميع عنها .. أنك لم تكن لها الا دولاب أسرار أو حائط المبكى في حين انها لم تعرف قط ماذا اردت انت او ماذا احببت , عندما كانت تفقد الجميع وخاصة احبتها حينها وحينها فقط كانت تقترب منك أكثر وأكثر لتجدها تملأالكون من حولك وحينما تعتاد عليها في لحظة مفاجئة تتركك وحيدا وتترك المساحات الخضراء التي تعودت أن تشغلها في حياتك”
“بين أبي و أمي لم أضطر إلى الاختيار. كلاهما اختار نيابة عني. لم أواجه من قبل اختيارات عسيرة، كل شيء كان يصل إلي بشكل محسوم. هل كنت محظوظة أم محرومة من الحرية؟ لست أدري. لكن الوقت حان للتجربة، و باب القرارات المصيرية قد فتح أمامي على مصراعيه. تهانينا آنستي. استمتعي بالاختيار...”
“هل تعلمين عندما قلت: "اني ارغب بان اصنف وجودكِ رغم انك من العدم"الان صنفت وجودك فانت خرجت من العدم.وعندما بدأت اشعر بوجودك وجدتك”
“العبد مأمور أن ينظر إلى من دونه في المال والجاه والعافية ونحوها، لا إلى من فوقه؛ فإنه أجدرُ أن لا يزدريَ نعمة الله عليه، وكذلك إذا ابتلي ببلية فليحمد الله أن لم تكن أعظم من ذلك، وليشكر الله أن كانت في بدنه أو ماله لا في دينه، وصاحب هذه الحال مطمئن القلب، مستريح النفس، صبور شكور”
“على مستوى رجال الثورة كان الانفصال شماتة كبيرة في جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر - أما على المستوى الشعبي فقد بدأت الناس تتململ وتسأل : لماذا حدث هذا؟ ومن المسئول؟ صحيح أن الانفصال قد سبقته بفترة وجيزة القوانين الاشتراكية تلك التي صدرت من أجل مصلحة الجماهير, ولكن جموع الشعب كان مازال يفتقد شيئا هاما في حياته .. وهو الحرية .. فعندما لا يكون الإنسان آمنا على نفسه لا يمكن ان يعوضه شئ عن هذا ..هذه حقيقة لم يدركها عبد الناصر إلى يوم أن مات .. كان يتصور أن الشعب مرتاح وسعيد وراض عن أسلوب الحكم لأن الناس عندما تراه كانت تهتف له وتهلل وتصفق .. ولكنه نسى أن في ضمير كل مواطن -حتى في الطبقات التي كان يعتقد انه يخدمها - حقيقة أساسية تطغى على كل حقيقة أخرى وهي الإحساس بالحاجة إلى الحرية والأمن.”