“قال ابن مسعود: ليس عند ربكم ليلٌ ولا نهار , نور السماوات والأرض من نور وجهه,فهو سبحانه نور السماوات والأرض ويوم القيامة إذا جاء لفصل القضاء تشرق الأرض بنوره”
“لله ملك السماوات والأرض، واستقرض منك حبة فبخلت بهاو خلق سبعة أبحر، و أحب منك دمعة فقحطت عينك بها”
“قال ابن مسعود: أطلب قلبك في ثلاث مواطن: عند سماع القرآن, وفي مجالس الذكر , وفي أوقات الخلوة. فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك”
“من أراد الظهور فهو عبد الظهور، ومن أراد الخفاء فهو عبد الخفاء، أما من أراد الله وهو عبدٌ له، فهو الذي إذا شاء أظهره وإذا شاء أخفاه، لا يختار لنفسه ظهورا ولا خفاءً”
“ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها حتى يرسل الله -عز وجل- عليه الملائكة تؤزّه إليها أزّاً، وتحرّضه عليها، وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها. فلو عطل المحسن الطاعة لضاقت عليه نفسه والأرض بما رحبت، وأحس نفسه أنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه. ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها، حتى يرسل الله عليه الشياطين تؤزّه إليها أزّاً .”
“ولعل النشأة الأولى التي أنشأها الرب سبحانه فيها بالعيان والمشاهدة أعجب من النشأة الثانية التي وعدنا بها إذا تأملها اللبيب. ولعل إخراج هذه الفواكه والثمار -في الدنيا- من هذه التربة الغليظة والماء والخشب والهواء المناسب لها، أعجب عند العقل من إخراجها من تربة الجنة (المسك) ومائها (الصافي النقي) وهوائها، ولعل إخراج هذه الأشربة التي هي غذاء ودواء وشراب ولذة من بين فرث ودم ومن قيء ذياب أعجب من إجرائها أنهارا في الجنة، ولعل إخراج جوهري الذهب والفضة من عروق الحجارة من الجبل وغيرها أعجب من إنشائها هناك بأسباب أخر، ولعل إخراج الحرير من لعاب دود القز أعجب من إخراجه من أكمام الشجر في الجنة، ولعل جريان بحار الماء بين السماء والأرض على ظهور السحاب أعجب من جريانها في الجنة في غير أخدود.”
“إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته و سماعه, و ألق سمعك و أحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه, فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله, قال تعالى "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" ق : 37 و ذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر متقض و محل قابل و شرط لحصول الأثر”