“إن السلوك البشري، بصورة عامة، مبني على أساس لاشعوري من القيم الاجتماعية والعقد النفسيةولايكفي في إصلاح الانسان اذن أن نمطره بالمواعظ والتعاليم على طريقة (كن .. لا تكن) وقد نرى بعض الناس منغمسين في العادات المضرة والعقائد السخيفة فنلومهم عليها ونحتقرهم من أجلها - غير دارين بأن كل واحد منا معرّض أن يكون مثلهم لو كان يعيش في مثل ظروفهم. ولعلنا بإحتقارنا إياهم وإضطهادنا لهم نبذر بذرات الشر في أنفسهم من حيث لا ندري”
“إن المجتمع المتمدن يستند في بناء حضارته المعقدة على تنوع الاختصاص وتقسيم العمل . وليس من المجدي في هذا المجتمع أن يحرض الآباء أبناءهم على تقليد الغير ، فكل طفل مهيأ لأن يختص في ناحية معينة من نواحي الحضارة وأن يساهم في إنتاج التراث الاجتماعي حسب مقدرته . ولذا كان من الواجب على الآباء أن يراقبوا أبناءهم بدقة أثناء نموهم حتى يكتشفوا المجال الذي يصلح لهم ويصلحون له فيساعدونهم فيه .”
“يحكى أن رجلًا علم ولده السباحة على الفراش . . . فلما ذهب به لى النهر غلق الولد فصاح به أبوه غاضبًا : "أما علمتك؟!" فأجابه الولد وهو في النفس الأخير :"يا أبتي . . إن الناس لا يتعلمون السباحة على الفراش !!!". إننا لا نستطيع أن نعلم الإنسان على اتخاذ سلوك معين بأن نحشو دماغة بالنصائح الفارغة والمعلومات "العاجية". إن صلاح الانسان في مختلف نواحيه لايتم بالتحفيظ والتلقين - كما نفعل الآن في مدارسنا. فهو "تصيّر" نفسي واجتماعي، كما يدعوه علماء الاجتماع. وهو لاينمو إذن الا بتوفر عوامله، النفسية والاجتماعية، الضرورية له.”
“إن الخطأ طريق الصواب . فإن كنت لا تتحمل ظهور الخطأ والنقص في عملك كان عليك أن لا تنتظر ظهور الصواب والكمال فيه”
“إن القيم الاجتماعية في الجماعة مثل العقد النفسية للفرد: كلاهما يوجه سلوك الناس ويقيّد تفكيرهم من حيث لا يشعرون.”
“إن الطريقة البدوية في تربية أبناء المدينة تؤدي إلى إنتاج جيل فيه الكثير من العقد النفسية ، وهذا هو بعض مانشكو منه في مجتمعنا الحديث .”
“إن المجتمع المتمدن هو ، على النقيض من ذلك ، محتاج إلى جهود كل فرد ، ضعيفًا كان أم قويًا ، فكل فرد له مجاله الذي يستطيع أن ينتج فيه شيئًا ، واختصاصه الذي يبرع فيه .”