“تحيّة إلى السيدة فيروز,المطربة التي لم ترتدِ منذ نصف قرن سوى صوتها,وكلّما صمتت تركتنا للبرد,كأنّها تغنّي لتكسونا,ويغنّي الآخرون ليكتسوا بمالنا.”
“ربع قرن من الصفحات الفارغه البيضاء التي لم تمتلئ بك.ربع قون من الأيام المتشابهة التي انفقتها في انتظارك.ربع قرن على أول لقاء بين رجل كان انا، وطفلة تلعب على ركبتي كانت أنت.ربع قرن على قبلة وضعتها على خدك الطفولي، نيابة عن والد لم يرك.”
“أدرك عمر أبو ريشة قبل نصف قرن,أن الذئب لا يأتي إلاّ بتواطؤ من الراعي,و أنّ قَدَر الوطن العربي إيقاظ شهيّة الذئاب,الذين يتكاثرون عند أبوابه,ويتكالبون عليه كلما ازداد انقساماً.”
“كيف سمحت لنفسي أن أكون سعيدة إلى ذلك الحد ؟!وأنا أدري أنني لم أمتلك منك شيئا في النهار سوى بضع دقائق للفرح المسروق..وأن أمامي متسعا من العمر للعذاب”
“أنت سفري المفاجئورحلتي التي لم أحجز فيها مكاناوطريقي غير المعبدوالأزقة الضيقة التي يجهلها السواحوتقود إلى الدهشةأنت مشوار حجريمشيته حافية الأقداموبحر مشاكسركبته رغم تحذير الأعلاموكتاب عشقي مزوركتبته أنت.. ووقعته انا”
“إيه زوربا!ـ تزوجت تلك المرأة التي كنت أحبها، وكانت تحبك أنت. وكنت أريد أن أجعلها نسخة مني، فجعلتني نسخة منك.ومات حسان.. أخي الذي لم يكن يهتم كثيراً بالإغريق، وبالآلهة اليونانية.ـكان له إله واحد فقط، وبعض الأسطورات القديمة.ـمات ولا حب له سوى الفرقاني.. وأم كلثوم.. وصوت عبد الباسط عبد الصمد.ـولا حلم له سوى الحصول على جواز سفر للحج.. وثلاجة.ـلقد تحقّقت نصف أحلامه أخيراً. لقد أهداه الوطن ثلاجة ينتظرني فيها بهدوء كعادته، لأشيعه هذه المرة إلى مثواه الأخير.ـ لو عرفك، ربما لم يكن ليموت تلك الميتة الحمقاء.ـلو قرأك بتمعّن، لما نظر إلى قاتليه بكل الانبهار، لما حلم بمنصب في العاصمة، بسيارة وبيت أجمل..ـلبصق في وجه قاتليه مسبقاً.. لشتمهم كما لم يشتم أحداً، لرفض أن يصافحهم في ذلك العرس، لقال:ـ - "أيها القوّادون.. السراقون.. القتلة. لن تسرقوا دمنا أيضاً. املأوا جيوبكم بما شئتم. أثثوا بيوتكم بما شئتم.. وحساباتكم بأية عملة شئتم.. سيبقى لنا الدم والذاكرة. بهما سنحاسبكم.. بهما سنطاردكم.. بهما سنعمّر هذا الوطن.. من جديد”
“لماذا يأتي حبه محاذياً لمآسي الوطن، وكأنه لم يبق للحب في حياتنا سوى المساحة الصغيرة التي تكاد لا تُرى على صفحة أيامنا. ألم يعد هناك من مكان لحب طبيعي وسعيد في هذا البلد؟”