“كثير من المقولات العلمية هي في واقع الأمر مقولات فلسفية قبلية يؤمن بها العالم و علاقتها بالتجربية العلمية إما واهية أو منعدمة”
“اللامعيارية هي إمكانية كامنة في النماذج المادية التي تطمح لأن يولّد الإنسان المعيارية إما من عقله أو من الطبيعة/المادة و من خلال التطور يكتشف الإنسان أن عقله بلا مرجعية و أنه يدور حول ذاته و يقدس القوة ، و أن الطبيعة/المادة حركة بلا غاية أو هدف ، و من ثم لا تصلح مصدرا للمعيارية ، ومن ثم يتم الانتقال من العقلانية المادية إلى اللاعقلانية المادية ،و من التحديث و الحداثة إلى ما بعد الحداثة”
“فصياغة القوانين العلمية بدقة بالغة, و المعرفة العلمية و التنظيم الرشيد قد تساعد كلها على التوصل الى الطرق المناسبة لانجاز الاهداف الاجتماعية, و لكنها لا تساعدنا على الاختيار بين قيم مطلقة او اهداف متناقضة او على اتخاذ قرارات اخلاقية. فالعلم فى نهاية الامر لا علاقة له بقضية اختيار الحياة الفاضلة, فثمة هوة شاسعة بين المعرفة العقلانية و الحكم الاخلاقى.”
“وقد عرفت فيما بعد ان كثيرا من الاجانب الذين دخلوا الاسلام دخلوه عن طريق الفنون الاسلامية فالفنان بيجار راقص الباليه الفرنسى المعروف اعتنق الاسلام من خلال دراسة السجاد والرسومات المركبة داخله كما ان روجيه جارودى كان له اهتمام خاص بالمعمار الاسلامى ولعل هذا ينبه الداعين للاسلام الى اهمية الفن الاسلامى والاسلام الحضارى (وان كان معظمهم للاسف لا يعرف الا الجانب العقلى فى الاسلام وهم لا يعرفونه بطريقة فلسفية عميقة وانما بطريقة تراكمية سريعة فهم لا يدركون ان الاطار الفلسفى او المنطق الفلسفى هو الوحيد الذى يمكن للانسان ان يحاور من خلاله الاخر باستخدام مقولات متقابلة وليس من خلال نصوص نؤمن بها نحن ولا يؤمن بها هو”
“إن كثيرا من كلام أهل الحلول من دعاة وحدة الوجود هو في جوهره مادي، حتى وإن استخدموا مصطلحات صوفية إيمانية، لأن من يؤمن بوجود جوهر واحد في الكون يؤمن بالواحدية ولا يؤمن بالتوحيد، إذ التوحيد يعني أن الله مفارق للمادة منزه عنها”
“العلمانية الجزئية هي رؤية جزئية للواقع تنطبق على عالم السياسة وربما على عالم الاقتصاد، وهو ما يُعبر عنه بفصل الدين (الدين وحده) عن الدولة أحيانا، وأحيانا أخرى عن بعض جوانب الحياة العامة وحسب،لاكلها. وهذه الصيغة هي الصيغة الشائعة بين معظم الناس فى الشرق والغرب، بل وبين كثير من المفكرين العلمانيين. وهى صيغة تملك استعدادا للتصالح والتعايش مع القيم الإنسانية والأخلاقية المطلقة، بل والقيم الدينية ما دامت لا تتدخل فى عالم السياسة (بالمعنى المباشر والمحدد) أما العلمانية الشاملة فهى رؤية شاملة للكون بجميع مستوياته ومجالاته، لا تفصل الدين عن الدولة فقط أو عن بعض جوانب الحياة العامة وحسب، وإنما تفصل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية جميعها عن الدولة وعن جوانب الحياة العامة(بل والخاصة) كافةأى انها فى واقع الأمر تفصل سائر القيم عن العالم(الطبيعة والإنسان) وتنزع عنه كل قداسة.”
“فإن العربية الفصحى وحدها هي القادرة على الأفصاح الكامل للواقع العربي، فهي لغة تمتد جذورها في الماضي، و تمتد فروعها في المستقبل. و لعل هذا هو السبب في أن قوى الرجعية في العالم العربي و قوى الهيمنة خارجه، و التي يهمها الحفاظ علي وضع التجزئة، تبذل قصارى جهدها لدراسة العامية العربية المختلفة، و تعتمد المبالغ الطائلة لوضع معاجم و قواعد لها، و تشجيع على استخدامها.”