“كانت طفولتي من ذلك النوع الذي يتعذر على الإنسان أن ينساه ..إنني لأذكرها الآن وأنا في ريق شبابي وريعان صباي, فتلفحني الحسرة على غلام هو صورة مني, لكنها صغرت عدة مرات فأكاد أحتضنه وأنا أرثى له.ثم أقول وكأنني أتحدث عن غير نفسي : مسكين ذلك الصغير !!”
“أحب الخبز حسن الشكل. الخبز الشهى. ذلك النوع من الخبز الذى يظهر فى أحلام الجوع.وكان أن التقيت بمثل ذلك الخبز. طرقت باباً(وأنا أحياناً أفعل ذلك لأحافظ على لياقة مفاصل أصابعى)؛ فظهرت امرأة ذات كتل عجينية غير متناسبة(كانت لها طلعةُ غير معجونة ولا مخبوزة) وفى يدها رغيفُ حسن الشكل إلى حدٍ ما.أخذت قضمةً وبدأ الرغيف يبكى.”
“وإكتشفت وأنا أحدثها عن نفسي أن لحياتي معنى ، لست ذلك الشخص الهامشي الذي يعيش على حافة المدن ، لي وجه من وجه دون قناع يمكن أن يحب ويعشق ، أدركت فجأة وهي جالسة بجانبي ، وأصابعها في أصابعي أن طاقة نور قد انفتحت أمامي ، فأصبح لي وطن ، وأرض أقيم عليها وأمدّ فيها جذوروي .”
“بالمناسبة . .في الفترة الماضية ، أردت أن أقول : إن الفقد يحتل المسافات ، و يغتال مبادرات الضوء ، ثم أردت أن أقول إني على شفا اليأس ، .في مرات أخر ، تمنيت أن أصرخ بوجه الصفاقة : ياااصبري .و مع ذلك لم أفعل ؛ لأني أجبن من أن أرفع صوتي ؛ فآثرت نفسي بصرختي و صمت”
“أتريد أن أحبس عواطفي وأن أقيد ميولي وأن أربط على نبضات قلبي وأنا أكتب عن أحب إنسان إلى قلبي وأغلى رجل وأعز مخلوق على نفسي؟ إن هذا لشسء عجاب!أتريد مني أن أكفكف دموعي وأنا أخطّ سيرته، وأن أخمد لهيب روحي وأنا أسطّر أخباره، وأن أجمد خلجات فؤادي وأنا أدبج ذكرياته؟! لن أستطيع هذا، كلا وألف كلا.”
“كنت في الخامسة عشرة من عمري عثرت في الطريق على ورقة من فئة الجنيه منذ أربعين سنة ومنذ ذلك لم أرفع وجهي عن الأرض وأستطيع الآن وأنا على حافة القبر أن أحصي محصول حياتي وأن أسرده كما يفعل أصحاب الثروات هكذا: 2917 زراراً – 44172 دبوساً – 12 سن ريشة – 3 أقلام – 1 منديل – ظهر محنى – حياة بائسة.”