“تلك الليلة التي قضاها إبراهيم متقلباً حائراً على فراش التساؤلات المزدحمة كانت ليلة طويلة جداً، و لم تنته عندما أشرقت الشمس، إذ ظل حائراً يبحث فيها عن ربه... لكنها انتهت عندما أشرق العقل في داخله. عندما وجد الإجابة عن تساؤلاته فيه. عندما وجد أن الجسر نحو الخلاص موجود في أعماقه، فقط عليه أن يخطو نحوه الخطوة الأولى، متحرراً من كل الأحكام التقليدية و النظرة المسبقة و التقاليد البالية - المسيطرة لأنها تنتمي للأولين.”
“عندما تغرب الشمس .. عندما يكف الاصحاب عن تقديم عزائهم لك .. عندما تستطيل الظلال قبل أن تفني .. عندها يبدأ موعد سجنك الخاص .. السجي النيومي الذي يبدأ كل ليلة عندما تغرب الشمس”
“لقد كان محظوظاً إذ تدخل القدر، إن واجبه يحتم عليه أن يعيش و أن ينتصر، و الرغبة في الموت عندما يكون للإنسان مثل ليس إلا علامة على الجبن.”
“يخيل إلي أنني عشت دهراً طويلاً عندما أفكر في كل ما قاسيت من آلام بينما يعيش بعض الناس سنين طويلة، و عندما يغلقون عيونهم يستطيعون أن يقولوا ببساطة أنهم لم يعيشوا على الإطلاق، كأنما كانوا طيور هجرة أو متفرجين لم يفهموا معنى الحياة، و يدفع القدر في الجانب الآخر بعض الناس إلى طريق المتاعب و يرغمهم على تحمل كل ألوان العذاب.”
“كم هو غير مريح أن تكون ملاحقا مراقبا ؟ و كم هو ثقيل و خانق أن يسير بجانبك أحد يقوم بمحاسبتك على كل شاردة و واردة و يذكرك بكل ما صدر عنك و حدث منك ؟!التغافل هو أن أغض الطرف عن بعض الأخطاء و الهفوات الصغيرة التي لا تستحق أن يقام لها محكمة ، و قد يعتقده البعض أن التغافل سلبية أو قلة حيلة و لكنه في حقيقة الأمر حكمة ! .نعم عندما تتغافل المرأة عن خطأ صغير يصدر عن الزوج و لا تتحدث عنه ، يعتقد هو أنها تدبرله أمرا شريرا في حين أنها فقط تريد ألا تثير مشاجرة لأمر صغير بهدف الحفاظ على صفاء الجو، ليس لأنها قليلة الحيلة أو لا تستطيع أن تتخذ موقفا !و الرجال عندما يتغافلون في الغالب يتغافلون لانهم لا يريدون إشعال فتيل إحدى القنابل التي ستأتي بالقديم و الجديد و هم في غنى عن ذلك فيفضلون التغافل بحكمة ، و من أعاظم الرجال من قال " مازال التغافل فعل الكرام " – إنه الحسن البصري رحمه الله”
“عندما تهمس الطبيعة بأسرارها فإننا نرهف الآذان .. لربما قالت لنا سر الأسرار .. لربما أخبرتنا بلغز ظل في طي النسيان دهوراً .. عندما تهمس الطبيعة بأسرارها . فلسوف أسألها عن سر الرحيق الذي جئت منه . و كيف تجسد عبق الرياحين في صورة كائن بشري . و كيف تجسدت ألحان الآباد في صوت امرأة . و كيف يحتشد سر الكون في روضة تمشين أنت فيها .. عندما تهمس الطبيعة بأسرارها فلسوف أغمض عيني و أدعو الله أن تظلي معي .. عندما تهمس الطبيعة بأسرارها فلن أكون ممن لا يصغون ..”