“تأخذ الحياة هناك, تُعطي هنا.. ونظل نركض مابين ذلك الهناك وهذا الهنا, إلى أن نُصابَ بما لن نشفى منه أبدًا: اختفاء أحدهما!”
“وحين يعلن أكثر من رجل أمنيته فى أن يزور القاهرة، كان يقول لهم: أشياء كثيرة من هناك يمكن أن تشاهدوها هنا!! الأفلام هنا وأم كلثوم هنا، والريحانى وفرقته هنا، أما الذى لا يمكن أن تشاهدوه إلا إذا ذهبتم إلى هناك فهو النيل”
“كنت أحب الحياة إلى ذلك الحدِّ الذي اعتقدت معه, أن على الموت أن يقاتلني طويلاً قبل أن يصلَ إلى داخل قلعتي هذه: جسديص33”
“لا أريد أن أموت هنا، فاهمة، أريد أن أموت هناك، لا أريد أن أبعث يوم القيامة في أي منفى، لأنني سأكون مضطرا أن أسير طويلا إلى وطني”
“كانوا يريدون كل شىء ، إلى ذلك الحد الذى يشعر معهم المرء بأنهم حين سيطلقون سراحه ، لن يكون قد تبقى منه سوى جلده الذى يشير إلى قامة تشبهه ، أو تشبه ما كان ، أما داخلها فليس سوى ذلك الهواء الرطب الدبق والحرارة المختلطة بأنفاس الكلب”
“الخدمة الوحيدة التي تقدّمها بريطانيا العظمى للناس ليست سوى سعيها لتحويلهم إلى عبيد يعملون في أراضيهم ليواصلوا دفع الضرائب التي تؤمن ثمن الرصاص الذي يقتلهم وحبال المشانق التي تلتفّ على أعناقهم، والهراوات التي تلتهم لحمهم بلا رحمة. تقول لي إن الناس تركت أرضها!! لا، الناس لم تترك أرضها، الناس تعود من شقائها هناك لتعمل هنا في الأجازات التي من المفترض أن ترى فيها أبناءها. وكل ما تفعله الحكومة في النهاية أنها تأخذ الوليد من باب رحم أمه!! ولا تترك لها إلا بقايا الدم الذي يلوثها. نعم الناس مضطرة للذهاب إلى هناك لكي تستطيع الحصول على الماء الذي تنظف به بقايا هذا الدم هنا!”
“ما دمت ذاهباً إلى جهنم على قدميك، لن أستطيع أن أمنعك”