“الفرق بين كاتب متعفف وبين كاتب مُتعهِّر أن الأول مثقل بواجب، والآخر مثقل به ذلك الواجب”
“القلب هو موضع الخفيقة السماوية التي تظهر بين الناس في هيئاتها فيسمونها المحبّة ، وبين الملائكة فيسمونها الإنسانية ، وعند الله فيسميها الإيمان ، وما كان في القلب غير ذلك فهو من تسلّط العقل واستبداده”
“لم تحيرني المتناقضات ولا المتشابهات, ولا ضقت بأسباب الفكر فيها, فان ذلك الحب جعل في عقلين لا عقلا واحدا؛ أحدهما يقرني في هذه الدنيا والآخر ينقلني إلى ثانية؛ دنيا الناس جميعا, ودنيا امرأة واحدة؛ دنيا السماوات والأرض, ودنيا قلبي. في العقل الأول تنحل كل المشكلات وفي الثاني تنعقد كل البسائط.. أحدهما قوي فلو اجتمعت عليه عقول أعدائه في عاصفة واحدة لكان وحده عاصفة تلف بها لفا. والآخر ضعيف ضعيف, تمرضه الابتسامة الواحدة مرضا طويلا”
“إياكم إياكم أن تغتروا بمعاني المرأة، تحسبونها معاني الزوجة؛ وفرِّقوا بين الزوجة بخصائصها، وبين المرأة بمعانيها، فإن في كل زوجة امرأة، ولكن ليس في كل امرأة زوجة.واعلموا أن المرأة في أنوثتها وفنونها النسائية الفردية كهذا السحاب الملون في الشفق حين يبدو؛ له وقت محدود ثم يمسخ مسخًا؛ ولكن الزوجة في نسائيتها الاجتماعية كالشمس؛ قد يحجبها ذلك السحاب، بيد أن البقاء لها وحدها، والاعتبار لها وحدها، ولها وحدها الوقت كله.”
“ولستُ أصدق أنّ ملحداً يعمل لخير الناس ابتغاءَ الخير نفسه فإن حدثوكَ بخبرٍ من ذلك فاعلم أنهُ يريد به الرجل بُرهاناً على صحة إلحادهِ الإنساني ، يخدع به من يقدم له الخير أو من يراه وهو يقدمه ؛ فإنه لـ سخافته بـ كفر الله ويريد أن يعمل بعمل الله”
“إن الطفولة تكبر فينا ولا ندري ؛ ودع الناس يسمون حماقة الإنسان بما شاءوا؛ فهي هي انتباه الطفولة فيه ومحاجزتها في ساعة من الساعات التي يجمح فيها العقل بين ذات نفسه وبين صفات نفسه”
“ولكني مع ذلك ابغضها والله بغض المحرور لما يتلذع من أشعة الشمس, وبغض العين الرمداء لما يتلألأ من إشراق الضحى؛ فلا يداخلك في ذلك ريب ولا شك. وسيبقى سبب هذا البغض من سر الحب الذي لا يعرف, إن بعض الأسرار فيه ضربة العنق فلا يباح به, وبعضها فيه ألم النفس الكبيرة فلا يباح به كذلك..”